السؤال
السلام عليكم
أنا أعشق بنت خالتي، ولكن المشكلة أن عندنا زواج الأقارب من الأمور المحرمة في العادات والتقاليد للجد العاشر، ولا يجوز أبدا، ويمكن أن تصل إلى إخراج السلاح، وهنا تكمن المشكلة!
أنا أريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن حكم العادات والتقاليد لدينا صعب جدا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ ولا أتخيل حياتي من غيرها، أو أن أتزوج غيرها؛ فأنا متعلق فيها لدرجة كبيرة، وأرجو وأدعو الله أن يرزقني إياها.
أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أنا أحبها، وأريد أن أتزوجها، ولكن العادات والتقاليد صارمة، ولا أعرف ما العمل؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ردا على استشارتك أقول:
1- مثل هذه العادات تحتاج إلى جهد دعوي كبير من أجل إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، كما أنها تحتاج إلى وقت كاف لتغيير هذا المعتقد المنحرف؛ فالحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2- الزواج رزق مقدر من الله، يسير وفق قضاء الله وقدره، وكل ما يجري في هذا الكون يسير وفق ذلك، ولا يتخلف شيء عما قدره الله، قال ربنا تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) فما كان مقدرا لك فسيكون.
3- أنت تريد أمرا، والله يريد أمرا، ولا يكون إلا ما أراده الله: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله ۚ} وإن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه، وإذا لم يرد شيئا لم يهيئ له الأسباب.
4- لا تعط لنفسك الرسائل السلبية مثل قولك: (لا أتخيل حياتي من غيرها)، بل حياتك ممكنة بغيرها بل قد تكون أجمل وأفضل، وانظر من حولك ستجدهم عايشين ومتزوجين من غير قريباتهم، وسعداء رغم أن كثيرا منهم كان يرجو أن يتزوج بابنة عمه أو خاله، فاصرف نظرك عنها، وابحث وتحر عن ذات الدين والخلق؛ فستجد -إن شاء الله- ما يسرك، فبنت خالك أو بنت خالتك، قد وضع المجتمع -حسب قولك- عاداته وتقاليده دونها، والزواج بها في مثل ظروفكم من المحال.
5- من فضل الله تعالى أنه وسع باب الزواج ولم يضيقه علينا، ولو ضيقه؛ لأصبنا بضيق ومشقة كبيرة، فلا تضيق على نفسك ما وسعه الله.
أسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير والسعادة؛ إنه سميع قريب.