السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري 19 سنة، ازدادت نوبات الهلع عندي لما أصبت باختلال الأنية بعد رمضان، حيث ينتابني هلع من موضوع الموت، لا أريد التفكير في المستقبل، وكلمة غدا تخيفني، لم أعد كالسابق، كل شيء تغير في حياتي، قبل يوم واحد أصبت بنوبة الهلع، وذهبت للطبيب، وعمل تخطيطا للقلب، والنتيجة كانت سليمة -والحمد الله- ولكن ظهر في ورقة تخطيط القلب أن هناك QT الطويلة، ومنعني من أي دواء، علما بأنني لا أستخدم أي أدوية، وأكد لي أن قلبي سليم، ولم يشرح لي عن QT الطويلة.
قرأت عنها في جوجل وأعراضها، وأنها تسبب الموت الفجأة، واكتئبت وبكيت، وشعرت أن حياتي في خطر، واليوم ذهبت للمستشفى، وعملت تخطيطا، وكان كل شيء سليما -الحمد لله-، ولم يظهر QT الطويلة في التخطيط.
ارتحت قليلا، ولكن ما زلت متوترة كثيرا، ومحتارة، هل QT الطويلة كان لها علاقة بتوتري في المرة الأولى؟ لأنني أوسوس من الأمراض بشكل كبير -الله يكفينا شرها-، كل فترة ينتابني الشعور بالذهاب إلى المستشفى والتأكد؛ لأنني قلقة جدا. أرجو الرد بوضوح، شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت تعانين من نوبات الهلع والخوف من الموت، وخوفك هو خوف مرضي، ولا أريدك أن تزيدي قلقك ومخاوفك من خلال الحديث عن الموت المفاجئ نسبة لطول الـ (QT) في تخطيط القلب، هذا الأمر أمرا فنيا دقيقا، والـ (QT) قد تحدث فيها تغيرات ونوعا من الإطالة في حالة تناول أدوية معينة، وبعض الناس لديهم الـ (QT) طبيعيا، تكون أطول من اللزوم، وفي حالتك هنالك تباين وعدم ثبات في مستوى طول الـ (QT)، لذا نقول أنها طبيعية، لأن أحد رسومات القلب أشار إلى أنها طبيعية، لا أقول أن التوتر قد يؤدي إلى طول في الـ (QT)، لكن ربما يكون هنالك خللا في الجهاز الذي تم من خلاله رسم القلب، أو أن التقديرات والقراءة لم تكن أصلا دقيقة.
عموما أحسمي هذا الموضوع بأن تذهبي إلى الطبيب النفسي، أخبريه عن مشاعرك، عن مخاوفك، عن توتراتك، تحدثي معه حول مخاوفك من الأدوية، هذا أمر مقبول ومشروع جدا، وأنا أؤكد لك أن الطبيب لن يختار لك إلا الأدوية السليمة مائة بالمائة، ويأتي على رأسها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram).
هذا الدواء نعطيه حتى في حالة الـ (QT)، وما دام المريض تحت الرقابة فلا يوجد أي خوف أبدا، هذا لا يعني أن العلاج الدوائي أمرا حتميا في حالتك، ربما فقط من خلال المساندة، ومن خلال بعض النقاشات العلاجية الإيجابية مع الطبيب تقتنعين بأن موضوع الهلع هذا واضطراب الأنية يعالج من خلال التجاهل، والإصرار على عدم الالتفات إليه، وتوجد وسائل علاجية أخرى بسيطة جدا ومفيدة جدا، مثل: ممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء.
أرجو أن تطمئني - أيتها الفاضلة الكريمة -، اذهبي إلى الطبيب النفسي، وأنت لا تحتاجين أبدا لزيارات كثيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.