تعبت وكرهت كل شيء بسبب آلام القولون، فما الحل؟

0 156

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تحياتي لإسلام ويب.

أعاني من ألم القولون، وتكون شديدة جدا عندما أريد التغوط، ويكون البراز لينا وفيه صديد ومخاط، وقد عملت تحليل براز، وتبين وجود دم وصديد، وقال لي الدكتور: لا بد من عمل منظار قولون. وكانت نتيجة المنظار سليمة -والحمد لله-، وقال لي الدكتور: هذا قولون عصبي. وأعطاني علاجا للقولون، ولكن دون جدوى.

ذهبت لطبيب آخر، وقال لي: اعمل تحليل براز. فعملت تحليلا وظهر فيه صديد بنسبة كبيرة جدا، وقال لي: لا يمكن أن يكون تقرير المنظار هذا سليما، ولابد أن تعمل منظارا ثانيا، وتفحص فحصا جيدا. وعمل لي منظارا، وقال لي: أنت جيد جدا، وليس عندك أي مشكلة.

نفس القصة هذه حصلت ثلاث مرات، والعينة فيها صديد، ويقال لي:لا بد أن تعمل منظارا، وبعد ذلك يكون المنظار جيدا، لدرجة أن دكتورا اتصل بدكتور معمل التحليل؛ لكي يهتم بالعينة، ولأنهم أحيانا لا يفرقون بين الصديد والمخاط.

يا دكتور، أنا تعبان فعلا، ومنذ سنوات لما أدخل الخلاء يكون عندي صديد كثير، وأحس طول اليوم كأن كيس بلاستيك مفرودا وضاغطا على بطني، وقد عملت ثلاثة مناظير، ومنظارا واحدا تخيليا، وكلها تكون سليمة، وأخذت أدوية كثيرة جدا، منها (بنتاسا) ودواء شراب كورتيزون اسمه (بريدو). و(البنتاسا) تناولته أكثر من مرة، وكل مرة (3) شهور و(6) حبات في اليوم، وهو يريحني قليلا، لكن أيضا يكون فيه صديد.

و(البريدو) بدأت بجرعة (7) سنتي، وانتهيت بواحد سنتي، وأخذت أيضا مضادا حيويا لمدة خمسة أيام -لا أتذكر اسمه-.

أنا فعلا تعبت وكرهت كل شيء بسبب الموضوع هذا لدرجة أني صرت أخاف أن أخرج من البيت؛ خوفا من أني أريد التغوط في مكان لا أجد فيه دورة مياه؛ لأن الألم يكون شديدا جدا، وفي الوقت هذا أحس أن دماغي ينهار من الخوف، وأحس بضغط على نصف دماغي الأيسر، وقد شككت أن هذا من الحالة النفسية، فذهبت لدكتور نفسي، وأخذت أدوية منه وهي (دوجماتيل) و(زيروكسات) و(بوسبار) لكن بلا جدوى، بل بالعكس، فالدوجماتيل كان يجعلني أشمئز وأتضايق، وأفكر في أشياء قديمة.

أنا الآن أريد أن أعرف مم أعاني؟ هل من شيء يقتصر على القولون، ويجعل فيه صديدا بكميات كبيرة من غير قرح أو التهابات؟

الرجاء الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أخي الفاضل: أنت قمت بالإجراء الصحيح، فقد ذهبت إلى الطبيب المختص في الجهاز الهضمي، وقام الطبيب الأول بإجراء منظار للقولون، وقام الطبيب الآخر بإجراء منظار أيضا، وتأكد أنك لا تعاني من أي علة عضوية خطيرة، فيجب أن تطمئن اطمئنانا تاما على ضوء ذلك، ويبقى موضوع الصديد كجزء من القولون العصبي، بعض الناس لديهم القابلية هذه، أي أن يكثر الصديد في البراز، وكل المطلوب هو أن تتناول مضادا حيويا لفترة طويلة، ودع الطبيب يقرر لك ذلك، وفي ذات الوقت أريدك أن تمارس تمارين رياضية مكثفة، رياضة المشي أو الجري بصورة مستمرة سوف تسهل عليك كثيرا عملية التغوط، وهذا -إن شاء الله تعالى- ينتج عنه عدم تراكم البراز، وحين لا يتراكم البراز قطعا نسبة الصديد سوف تقل ولا شك في ذلك.

وأريدك أيضا أن تغير نمطك الغذائي، الجأ إلى الأطعمة التي تحتوي على ألياف أكثر، والأمر الآخر هو: أن تنام مبكرا، وأن تتجنب النوم النهاري، وأن تمارس بعض التمارين الاسترخائية...، هذا كله يزيل عنك القلق والتوترات -إن شاء الله تعالى-.

أما بالنسبة للعلاج النفسي، فأنا أرى أن عقارا يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون دواء فاعلا جدا وممتازا في حالتك، ولا داعي للأدوية الأخرى، خاصة الـ (زيروكسات Seroxat) والـ (بسبار Buspar) والـ (دوجماتيل Dogmatil) الذي قلت عنه أنه قد أضر بصحتك.

استعمال المودابكس يكون بنصف حبة ليلا، خمسة وعشرين مليجراما لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم حبتين ليلا لمدة أربعة أشهر، وبعد ذلك تنتقل لحبة واحدة -أي خمسين مليجراما- ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وأريدك أيضا أن تدعم المودابكس بجرعة صغيرة من عقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) والجرعة هي نصف مليجرام، تتناولها صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الفلوناكسول، لكن تستمر على المودابكس بنفس الطريقة التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات