عند قراءة الأذكار أو القرآن أشعر بالتثاؤب دائماً، هل هو حسد؟

0 687

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أصابني الحسد بشكل ملحوظ جدا، بعد نشاط وتفوق في الدراسة، وأصبحت أنام أكثر عدد الساعات، قد تصل سعات النوم 16 ساعة.

عند قراءة الأذكار أو القرآن أشعر بالتثاؤب دائما، وأشعر بالنوم وتدمع عيني والأنف، وقد يأتي بعض الأحيان صداع، وعند الصلاة دائما تفكيري يكون مشتتا، ولا أستطيع التركيز في الصلاة.

أحيانا تفوتني الصلاة بدون دراية على غير العادة، وحاليا أنا قادر على الاستماع إلى القرآن، وأدخل المسجد ولا يوجد تغير في ذلك، ولكن عند القراءة يحدث تثاؤب، والشعور بالنوم، وأغلب الأوقات بالصداع.

قد بحثت على الانترنت ووجدت أنها أعراض الحسد، وتأكدت من ذلك بعد دخولي الامتحانات، والشعور بالنسيان التام، هل المشكلة أني داخليا إيماني قوي جدا؟ أتمنى المساعدة.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن من فضل الله عليك التزامك بأداء الصلاة، فحافظ على ذلك فهي مفتاح كل خير، وردا على استشارتك أقول:

- من خلال قراءتي لاستشارتك استشففت من خلال الأعراض التي تعاني منها أنك فعلا تعاني إما من العين أو من الحسد، والفرق بينهما أن العين تكون بسبب النظر إلى الشيء، فالأعمى مثلا لا يصيب الآخرين بالعين، لأنه لا يرى، وأما الحسد فهو الأذى الذي لا يكون بسبب النظر، وإنما بسبب رؤية أو سماع ما عند الشخص من الصفات والقدرات والنعيم، فيصيبه ذلك بغيض في صدره، ويتمنى زوالها، ولو لم ينظر إليها، والعين حق كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استغسلتم فاغسلوا) وقال: (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر).

- نصيحتي لك قبل أن تدخل في برنامج الرقية أن تمر على طبيب، وتشكو له ما تجد؛ فلعله يوجهك لأخذ بعض الفحوصات، فإن كانت النتيجة سليمة فابدأ بالرقية عند راق أمين.

- عليك الالتزام بأذكار الصباح والمساء والنوم والطعام ودخول الحمام والخروج منه، ودخول المنزل والخروج منه، مع المداومة على الصلاة وتلاوة واستماع القرآن الكريم، وإن كنت تعاني من ذلك، وصم أيضا ما تيسر من النوافل كالاثنين والخميس، والأيام البيض، ولا تنم إلا على وضوء، وارق نفسك بنفسك بما تستطيع من القرآن والسنة، وخاصة المعوذات، وإن كان القرآن الكريم كله شفاء، كما قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا).

- أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يشفيك، ولازم الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهما من أسباب تفريج الهموم والضوائق، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (من لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال للذي قال له أجعل لك صلاتي كلها :( إذا تكفى همك).

- إذا عرفت من الحاسد أو شككت به شكا قويا فاطلب منه أن يغتسل أو أن يتوضأ ثم تأخذ ذلك الماء وتغتسل به، فذلك هو الدواء الناجع النافع، فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن عامر بن ربيعة أخا بني عدي بن كعب رأى سهل بن حنيف وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخرار يغتسل، فقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة. قال فلبط سهل، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف لا يرفع رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تتهمون من أحد؟ قالوا: نعم عامر بن ربيعة رآه يغتسل فقال: والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتغيظ عليه وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا تبرك، اغتسل له، فغسل له عامر فراح سهل مع الركب ليس به بأس.

- إذا لم يعرف العائن أو الحاسد فعليك بالرقية الشرعية، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين، وتضرع إلى الله بالدعاء وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة أن يشفيك ويذهب عنك العين والحسد.

أسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات