الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع التكبر والغيرة، كيف أهذب نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا ياسمين، عمري 16 سنة، وأعاني من مشكلة نفسية وهي أنني أشعر بالتكبر والغيرة والحسد.

لا أستطيع تقبل هذا الشعور، وأشعر بالضيق، لأني أريد أن أكون أفضل من باقي العباد في كل الأمور، أشعر أني مميزة بدون سبب، وأن لي مكانة خاصة عند الله -والعياذ بالله-، هذه هي الأعراض التي أشعر بها، وهي ما زالت محصورة بيني وبين نفسي.

سؤالي هو: كيف يمكنني الشفاء من هذا؟ فأنا أدعو الله منذ مدة، ولكن لا أزال على حالي، ولا أعرف السبب وراء هذا الشعور، أعتذر عن أي خطأ في التقديم، وشكرًا جزيلاً على الخدمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بكِ -بُنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لكِ تواصلكِ معنا بهذا السؤال.

نعم، يبدو أنكِ ذكرتِ أنكِ تحملين بعض الصفات التي تودين وتحبين التخلي عنها، والتي ذكرت منها التكبر، وأنك غيورة وحسودة.

لا أدري لماذا تصفين نفسكِ بهذه الأوصاف؛ لأنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان برغبة في أن يكون أفضل ممَّا هو عليه، وأن يكون من أقرب الناس إلى الله عز وجل ومن أفضلهم، وليس في هذا عيب، بل يمكن أن يكون دافعًا لكِ وأن يُعينك طالما كان ضمن حدود معقولة، يساعدكِ ويعينك على التقدم والإنجاز في هذه الحياة.

ولكن الأمر الأهم هنا هو النية، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما الأعمال بالنيات" فأنتِ لا شك تودين أن تكوني أفضل ممَّا أنتِ عليه، وكلنا على هذا الحال نريد أن نكون أفضل ممَّا نحن عليه، ليس للتباهي أمام الناس، وإنما استجابةً لأمر الله عز وجل، وتعاليم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء." فكلنا جميعًا علينا أن نتطلع إلى أن نكون أفضل وأحسن؛ لأن الله يقول: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}، فحسن العمل أمر مطلوب، بل هو عبادة لله عز وجل.

فأرجو ألَّا تشعري بالحرج من هذا الميل، ولكن مع ذلك يمكنك أن تضيفي ما يسمى بالغبطة، أي أنكِ لا تحسدين الناس على ما لديهم، وإنما تتمنين أن يرزقكِ الله بما رزقهم، من دون أن يأخذ الله من نعمه عليهم.

وأريد أيضًا أن أذكر لكِ أنكِ ما شاء الله قد أحسنتِ في عرض سؤالك، وعرض الموضوع، فهذا أمر طيب.

احرصي، -بُنيتي الفاضلة- على أن تكوني أقرب إلى الله عز وجل، فهذا سعْيُنا جميعًا كل يوم، وهذا الأمر جدير بأن يخفف عنكِ ما تشعرين به من التكبر والغيرة والحسد، وأذكرك مجددًا أن النية هي القصد أن تكوني أفضل عند الله عز وجل.

أدعو الله تعالى لكِ بتمام التوفيق والنجاح، لتكوني من أفضل الناس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً