السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد استشارة عاجلة منكم بارك الله فيكم.
أخي الأكبر عمره 27 عاما تقريبا، يعمل في مدينة أخرى، وغير متزوج، ويرفض الزواج بإصرار، وأمي حزينة جدا لحاله، و نادرا ما نجد عنده مالا، حيث أنه ينفقه هنا وهناك، وعليه الكثير من الديون، ونادرا ما يزورنا ليسلم علينا ويخرج، فلا يتعشى ولا يتغدى معنا.
وأختي ذات مرة رأته وهو يفتح جهازه الجوال، فظهرت صورة امرأة، فوقع ذلك في بالها، وبعد فترة وجدته قد وضع جهازه وخرج، فأخذت الجهاز وفتشته، وجاءت إلي وهي ترتعش من هول ما رأت، عرفت أن أخي له علاقات كثيرة مع فتيات، من محادثات وصور خليعة، يتغزل بهن بكلام تقشعر منه الأبدان، وأخي هذا غامض جدا، لكن لم نتصور أبدا أن يكون هكذا، نحن بيئتنا محافظة -ولله الحمد-.
أنا في حيرة من أمري، لا أدري ما أفعل؟ لو أخبرت والدتي لانهارت، فهو غال على قلبها، مع العلم أن أمي طالبة علم، ودائما تتطلع بأن نكون من طلبة العلم، فخبر كهذا سيصدمها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:
1- ما يعانيه أخوكم بسبب بعدكم عن مراقبته، وبسبب رفقاء السوء الذين يؤثرون على سلوكياته.
2- ما وقع فيه أخوكم مرده إلى ضعف إيمانه ومراقبته لله -عز وجل-، فاجتهدوا في تقوية إيمانه من خلال ربطه بالرفقة الصالحة، التي تأمره بالخير وتدله عليه، وعززوا في نفسه التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
3- ذكروه بالله تعالى، وأنه يراه ويراقبه، كما قال سبحانه: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) وأن الله قد أوكل به ملكين يكتبان كل ما يفعله، قال سبحانه: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين) وقال: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فلعله يستحيي من الله.
4- ناقشوه أنت وأختك في هذه القضايا، وسلوه عن حكم الشرع فيها دون أن تخبروه بأنكم رأيتم في هاتفه ما رأيتم، وبعد أن يخبركم بالحكم، أخبروه بما رأيتم في هاتفه، وأن ذلك وقع بإرادة الله لكي تقوموا بنصحه، وهددوه بأنكم ستخبرون أمه إن استمر على ذلك.
5- أشعروه بأنكم ما تكلمتم معه بذلك إلا حبا فيه، وخشية على سمعته أن تشوه فيما لو انتشر فعله هذا بين الناس، أو سقط جواله في يد غير أمينة.
6- إن كان له عم أو خال وكان يحترمهما فهددوه بإخباره بما يفعل؛ فلعل ذلك يزجره.
7- على أمك ومن عندكم من الأقارب كالأعمام والأخوال أن يتعاونوا في زواج أخيكم، فذلك هو الطريق الأقصر لإصلاح أخيكم، وهو ما سيعطيه ما يطلبه بالحلال بدلا من تسوله بالحرام.
8- سلوه هل يرضى مثل هذا لأمه أو لأخواته؟ فإن قال: لا. فقولوا له: وكذلك الناس لا يرضونه لبناتهم، فكيف يستحل أن يفعل ذلك أفلا يخشى أن يكون الجزاء من جنس العمل إن لم يتب؟ ألا يخشى أن يبتليه الله في بناته أو زوجته في المستقبل؟
9- اطلبوا منه أن يغير رقم جواله ويمسح الأرقام التي يتواصل معها بالمحرم، وحثوه على التوبة النصوح، والتي من شروطها: الإقلاع عن الفعل، والندم على ما فعل، والعزم على عدم العود.
10- طالبوه أن يحول عمله إلى المدينة التي أنتم فيها، فلعل قربه منكم يغير من سلوكياته ويبقيه تحت مراقبتكم.
11- ابقيا أنتما وأمكما على تواصل معه بالاتصال والرسائل، ولا تنسوه من نصيحة ما بين الحين والآخر، فلعل ذلك يوقظ ضميره، وينمي إيمانه ويرجعه إلى الله.
12- تضرعوا جميعا إلى الله بالدعاء أثناء السجود، وفي أوقات الاستجابة، أن يهديه ويصلحه ويصرف عنه رفقاء السوء، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.
13- اطلبوا من والدتكم أن تطلب منه بإصرار مساعدتكم في مصاريف البيت، وسلوه أين تذهب أمواله، وذكروه أن العبد يوم القيامة سيسأل عنها، كما جاء في الحديث الصحيح : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره ، فيم أفناه ؟ وعن شبابه ، فيم أبلاه ؟ وعن ماله ، من أين ؟ وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ، ماذا عمل فيه ؟)
أسأل الله تعالى أن يحبب إلى أخيكم الإيمان ويزينه في قلبه، وأن يكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، إنه سميع مجيب.