مشروعية تضرع المرأة إلى ربها بأن يرزقها الزوج الصالح

1 831

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيخنا الفاضل أود أن أستفسر عن أمر يؤرقني، فأنا فتاة في 28 من عمري، في شهر رمضان أخبرتني امرأة صالحة من جيراننا أن شابا ذا خلق ودين يريد أن يتزوج، فوافقت وتمت الرؤيا الشرعية، وصليت صلاة الاستخارة عدة مرات فوجدت ارتياحا كبيرا للموضوع، وبعدها بأسبوع طلبت مني المرأة رقم هاتفي كي يتصل بي فأعطيتها الرقم وتم الاتصال، وطلب مني أن يراني مرة أخرى فخرجت معه فترة قصيرة لأني لا أريد أن أبقى معه فترة طويلة لأنه أجنبي عني، وأنا لا أحب أن أفعل شيئا محرما، فأخبرني أنه سوف يتصل بي مرة أخرى، ومر الآن شهر تقريبا ولم يتصل بي وانقطعت أخباره.

لا أدري لم لم يتم الموضوع خاصة أن هذا الشخص مناسب لي، وأنا دائما أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح، وأجتهد في الصلاة حيث أقوم الليل وأصوم التطوع، وفي ليالي رمضان كنت دائما أدعو الله أن يرزقني الزواج من هذا الشخص إن كان لي فيه خير وما زلت أدعو.

سؤالي الآن: هل الزواج من القدر المطلق الذي لا يمكن تغييره، أي أن كل فتاة مكتوب عليها أن تتزوج شخصا معين في أجل معين؟ وهل عدم إتمام هذا الزواج معناه أن الله غاضب علي أم هو القدر.

أرجو الإجابة سريعا لأني في حيرة من أمري، وهل أستمر بالدعاء أن يرزقني الله الزواج من هذا الشخص؟ أم أدعو أن يرزقني الزوج الصالح بغض النظر أن يكون هذا الشخص أو غيره، خاصة أني بحاجة إلى الزواج كي أعف نفسي، فأنا يتيمة الأب وأمي بعيدة عنا، وأحتاج إلى رجل يكون سندا لي في ديني.

ادع لي يا شيخ أن يرزقني الله الزوج الصالح أنا وأخواتي المؤمنات.
شكرا ومعذرة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يمن عليك بزوج صالح مبارك يعوضك خير عوض، ويكون لك عونا على طاعة الله، ويأخذ بيدك إلى جنة الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا فخور بأن في الأمة الإسلامية مثلك من اللواتي يحرصن على طاعة الله، ويعظمون شرعه، ويحرصون على رضاه، ومما ينبغي ألا يغيب عن بالك وبال جميع المسلمين أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنه لا يتحرك ولا يسكن ساكن إلا بأمره وإرادته، وأنه سبحانه قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير تقدير الزواج، فالزواج رزق من الأرزاق التي قدرها الله سبحانه لا يتغير ولا يتبدل، وأن الله كتب على كل امرأة أو فتاة حظها من الرجال، وكذلك الرجال، فما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب الظاهرة، وندع النتائج بعد ذلك إلى المولى جل جلاله، وأنت قد أخذت بالأسباب من استخارة ورؤية، فإذا كان لك نصيب في هذا الشاب، فتأكدي أنه سوف يرجع إليك ولو بعد سنين، ولكن في الوقت الذي قدره الله، ولن يحدث خلاف أو عكس ما قدره الله مطلقا.

وأما عن الدعاء، فأنصح أن تكتفي بسؤال الله الزوج الصالح أيا كان هو؛ لأنك لا تدرين أين يكون الخير، وكما قال مولانا: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] فأكثري من الدعاء والإلحاح على الله بالزوج الصالح، واتركي الأمر لمولاك، واعلمي أن الله لا يضيع أهله ولا يتخلى عن أوليائه، فاحرصي أن تكوني من هؤلاء، وابشري بخير قريب إن شاء الله، ولا تتعجلي النتائج، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.

أسأل الله أن يرزقك وكل فتاة مسلمة لم تتزوج الزوج الصالح والحياة السعيدة والذرية المباركة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات