السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 33 سنة، توقفت عن شرب الحليب منذ كان عمري 11 سنة، ولذلك أعاني من ليونة وضعف وهشاشة العظام، ونقص الفيتامين د ونقص الكالسيوم.
فهل الإكثار من الأجبان والزبادي والحليب بنكهات متعددة، والفواكه مثل البرتقال والتفاح، والخضروات، مفيدة للعظام؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
من رسالة سابقة لك قلت أنك تتناولين المشروبات الغازية بكثرة، وهذا من شأنه أن يقلل من امتصاص الكالسيوم في الدم، وهذا قد يؤدي إلى ليونة العظام في الصغر وهشاشة العظام في الكبر.
ومن ناحية فإن نقص تناول مشتقات الحليب واستبداله بالمشروبات الغازية من شأنه أن يؤدي إلى نقص كتلة العظام، والتي تزداد في سن الطفولة والنمو، وتصل أعلى مداها في سن 17-20 سنة، وتتوقف وتبدأ بالنقصان بعد سن 40 سنة، ولذا فإنه مهم جدا للأطفال تناول مشتقات الحليب، ولذا عليك بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وهي:
1- الزبادي من أكثر الأطعمة الغنية بالكالسيوم: الزبادي هي واحدة من أفضل الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم، من دون تراكم الدهون، وعاء من 8 أوقية من اللبن الخالي العادي قليل الدسم يحتوي على 452 ملغ من الكالسيوم، مع عدد قليل جدا من السعرات الحرارية، الزبادي يحتوي فقط على كمية أقل قليلا.
2- الجبنة غنية بالكالسيوم: الجبن يحتوي علي نسبة عالية من الكالسيوم، كما هو الحال في ارتفاع الكالسيوم في اللبن، وجبنة رومانو تحتوي على 452 ملغ من الكالسيوم لكل 1.5 أوقية، أي ما يعادل أونصة -8 من اللبن، الجبن السويسري يحتوي على حوالي 336 ملغ من الكالسيوم.
3- الحليب من أكثر الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
4- الحبوب المحصنة: الحبوب ليست غنية بشكل طبيعي بالكالسيوم، ولكن العديد من مصنعين تحصين حبوب الإفطار يجعلونها تحتوي على كميات عالية من الكالسيوم، فتعد من أكثر الأطعمة غنية بالكالسيوم.
5- فول الصويا: حليب الصويا لا يحتوي على كمية كافية من الكالسيوم، هذا في غالبية حليب الصويا التجارية، ومع ذلك، تحتوي على مستويات عالية من الكالسيوم لمطابقة أو تجاوز مستويات الكالسيوم من الحليب، واحد 8 أونس من حليب الصويا المدعم يحتوي على 368 ملغ من الكالسيوم، حوالي 70 ملغم أعلى من حليب البقر، ومنتجات الصويا الأخرى، مثل التوفو، تحتوي أيضا على نسب عالية من الكالسيوم، كوب واحد من التوفو يحتوي على 253 ملغ من الكالسيوم، والحد الأدنى من السعرات الحرارية بشكل مثير للدهشة.
6- السردين من أكثر الأطعمة الغنية بالكالسيوم: السمك بشكل عام مرتفع في احتوائه على الكالسيوم، وينبغي أن تدرج بانتظام إلى اتباع نظام غذائي صحي، ومجرد 3 أونصات من سمك السردين تأتي معبأة مع 325 ملغ من الكالسيوم.
7- سمك السلمون غني بالكالسيوم: ولكنه ليس غنيا بالكالسيوم مثل السردين، وسمك السلمون يحتوي على 181 ملغ من الكالسيوم في وجبة 3 أوقية (الاونصة)، على الرغم من أنه يحتوي على كميات قليلة من الكالسيوم لكل حجم من السردين، وسمك السلمون لكثير من الناس هو خيار أكثر قبولا ويمكن استهلاكها بكميات أكبر.
8- الخضار الورقية: الخضار الورقية الخضراء تحتوي على كمية عالية من الكالسيوم، ومعظمها غنية بالكالسيوم من الخضار الورقية مثل الخردل (315 ملغ)، الملفوف (الكرنب) (309 ملغ)، هندباء (218)، واللفت (137).
9- دبس السكر: دبس السكر يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم: 172 ملغ لكل ملعقة طعام، لزيادة استخدامك للدبس السكر، والنظر في استبدال دبس السكر في شكل وصفات مختلفة.
10- الحبوب الكاملة: ويمكن إضافة الحبوب الكاملة إلى النظام الغذائي الخاص بك، أن تكون مفيدة لكثير من قطاعات الصحة، بما في ذلك صحة القلب وضغط الدم، الحبوب الكاملة تحتوي على الكالسيوم، في حين أن شريحة واحدة من الشعير أو الخبز كاملة تحتوي على حوالي 10 ملغ من الكالسيوم.
وأود بعد أن أجبت على سؤالك أن أعرض عليك مقالة كنت قد كتبتها ونشرت في عدد شهر مارس عام 1998عن المشروبات الغازية لتتعرفي على ضررها:
" أطفالنا والمشروبات الغازية مجلة العربي مارس 1998":
كثرت المشروبات الغازية في الآونة الأخيرة وتنوعت ألوانها، وطعومها، وأضحت واسعة الانتشار ويزداد استهلاكها بشكل كبير يوما بعد يوم، فهل لها من أضرار خاصة على أطفالنا؟
دخلت المشروبات الغازية كل البلدان حتى الفقيرة منها، واستعاض كثير من الناس في بيوتهم وكثير من أصحاب المطاعم في مطاعمهم عن الماء بالمشروبات الغازية، وأصبحت تقدم للضيوف في البيوت، وللركاب في رحلات الطيران، وفي المناسبات الرسمية وغير الرسمية، ودخلت المدارس، وصار لها مكائن للبيع الآلي، تجدها أمامك في كل الأماكن حتى في الدوائر الرسمية.
وصارت تجلب هذه المشروبات إلى البيوت بالكميات الكبيرة كبقية الأطعمة، أو كجزء منها، وأضحى الصغار يتناولونها صباحا وظهرا ومساء مع كل وجبة طعام وفي أوقات أخرى، دون وجبة طعام، وأصبح عسيرا على أولياء الأمور صرف نظر أطفالهم أوإبعادهم عنها، واستعاض العديد منهم بهذه المشروبات عن وجبات طعامهم.
وبنظرة إلى الإحصائيات في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، نرى أن استهلاك الفرد من هذه المشروبات قد زاد من 45 لترا سنويا عام 1960 إلى 149 لترا عام 1982 وزاد إنتاج هذه المشروبات بنسبة 13.5% بين عامي 1989 و 1994 وهذا يعكس ازديادا أكبر في استهلاكها.
ولعل ذلك يعود إلى الدعاية الضخمة التي قامت وتقوم بها الشركات المصنعة عبر السنين، مما أدى إلى شعبية كبيرة لهذه المشروبات، حيث تصرف ملايين الدولارات على الدعاية لترويج هذه المشروبات.
ويتم التركيز في الدعاية على فئة الشباب وعلى استخدام تعابير خاصة، وعلى المتعة والانتعاش وإطفاء العطش الذي يرافق شرب هذه المشروبات- كما تذكر الدعاية-، وكذلك على إقحام بعض نجوم الرياضة أو نجوم الشاشة ليكونوا أبطالا للدعاية.
كوكايين وكافايين:
يعود إنتاج المشروبات الغازية إلى القرن السابع عشر حيث أراد جوزيف برستلي الكيميائي، الإنجليزي تقليد مياه الينابيع الغازية والتي كان يعتقد أن لها أثرا علاجيا، فأضاف الصودا والكربونات للماء وسميت بماء الصودا، وتطورت صناعة المشروبات الغازية بعد ذلك بإضافة المواد المحلية ثم المواد ذات النكهة وصنعت الكوكا كولا لأول مرة عام 1886 في جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
واسم كوكا كولا مستخلص من كلمتين: كوكا وهو اسم الشجرة التي يستخرج من أوراقها الجافة مادة الكوكايين، واسم كولا وهو اسم شجرة تنتج نوعا من الجوز تستخدمه الشركة في صناعة الكوكاكولا، ويحتوي على مادة الكافيين المنبهة.
وتتركب المشروبات الغازية من الماء الذي ينقى من الشوائب ثم يعامل هذا الماء بطريقة خاصة لإدخال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعطي هذه المشروبات خاصية الفوران وظهور الفقاقيع والطعم النافذ المميز ويمنع عطب هذه المشروبات.
وتضاف لها المواد التي تعطيها النكهة وتحليها، وهذه المواد هي مزيج من السكريات والأحماض مع مواد منكهة ومواد ملونة وتستخدم المواد المحلية الصناعية في بعض المشروبات. ومن الأحماض المستخدمة في تركيب المشروبات الغازية حمض السيتريك وحمض الفسفوريك، وأحماض أخرى تعطي الطعم اللاذع. أما المواد المنكهة فهي إما عصير فواكه أو زيوت من الفواكه أو زيوت من جذور أو أوراق بعض النباتات.
وتستخدم الكوكاكولا موادا منكهة من جوز الكولا Cola Nuts الذي يحتوي على مادة الكافيين، وتضاف المواد الملونة الغذائية لإعطاء المشروب لونا خاصا. فمثلا تضاف مادة الكراميل التي تعطي لون الكولا المعروف وهي تستخرج من الذرة.
وقد أجريت دراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لمعرفة كمية الكافيين في المشروبات الغازية المتوافرة في الأسواق الأمريكية وشملت هذه الدراسة الكوكا كولا، دايت كولا، البيبسي ودايت بيبسي، والكولا الأخرى المحضرة من قبل شركات أخرى.
ووجد أن هذه المشروبات تحتوي على الكافيين وتتراوح كميتها في الكولا المعلبة بين 30- 50 ملجم تقريبا في عبوة من 330 ملجم من الكولا "وهو تقريبا حجم زجاجة أو علبة الكولا"، بينما كان محتوى الكافيين في الكولا التي تباع في المطاعم أكثر من ذلك. وهذه الكمية تعادل تقريبا كمية الكافيين الموجودة في فنجان القهوة الأمريكي.
وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن اهتمام الباحثين بأثر هذه المشروبات في صحة الإنسان، خاصة أن استهلاك الفرد اليومي قد ازداد وظهرت بعض المؤشرات الصحية من أن كثرة تعاطيها قد تسبب آثارا مرضية على المدى البعيد؛ ولذا كان واجبا أن نشير إلى نتائج البحوث والدراسات الطبية حول هذا الموضوع.
من أين يأتي الأرق؟
إذا عدنا إلى محتوى هذه المشروبات من الكافيين نجد أن هذه الكمية ليست بالتي يمكن إهمالها، فقد أشار الباحثون إلى أنه على المستهلكين معرفة كمية وجود الكافيين في المشروبات الغازية خاصة المرضى الذين ينصحهم الأطباء بالابتعاد أو الإقلال من الكافيين مثل مرضى القلب أو مرضى القرحة الاثنى عشرية أو المرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة أو التهاب المريء أو الذين يشكون من الأرق.
وكما هو ملاحظ فإن حجم الزجاجات والعلب التي يتناولها الفرد يكبر يوما بعد يوم وبالتالي فإن محتواها من الكافيين يزداد وليس بالغريب أن يلاحظ بعض الآباء أن أولادهم يصابون بالأرق بعدما يشربون هذه المواد الغازية في المساء، وما ذلك إلا لوجود مادة الكافيين المنبهة للأعصاب بكمية قد تكون كبيرة بالنسبة لطفل صغير.
وبالإضافة إلى فعلها المنبه للجملة العصبية وأثرها في الجهاز الدوري فإن مادة الكافيين كذلك تسبب الصداع واضطرابات هضمية.
أما احتواء هذه المشروبات على بعض الأحماض مثل حمض الستريك وحمض الفوسفوريك، فإنه يحتاج إلى وقفة طبية. فقد أجريت دراسة في المكسيك على 33 نوعا من المشروبات الغازية و15 نوعا من عصائر الفواكه وتبين أن هذه المشروبات كلها لهـا طابع حامضي " PH تتراوح بين 2.26 و 3.96" وهذه تعتبر في العرف الطبي حامضية شديدة وذلك إذا علمنا وللمقارنة أن حموضة المعدة تقدر بـ PH من 1- 2.
وفي دراسة من إحدى الجامعات الأمريكية تبين أن هناك زيادة في شكوى بمحض الناس من زيادة في حموضة المعدة Heart Burn بعد تناول المشروبات الغازية ، وعصائر بعض الفواكه الحامضية وأوصى الباحثون بضرورة شرح هذه الظاهرة للمرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة والتهاب المريء الناجم عن تراخي الصمام بين المريء والمعدة Reflux EsophagitisAE
وللخاصية الحامضية لهذه المشروبات آثار أخرى خاصة على تسوس الأسنان فقد تم الكشف على 101 طفل في إحدى الولايات المتحدة وتبين أن أكثر من 80% عندهم تنخره في بعض الأسنان كما تبين أن هناك علاقة واضحة بين التسوس وزيادة تناول المشروبات الغازية التي تحتوي على حمض السيتريك، أو حمض الفوسفوريك وعصائر الفواكه الحامضية وأوصى الباحثون بضرورة الإقلال من هذه المشروبات خاصة للأطفال.
ومن هنا تتضح أهمية إسداء النصيحة للآباء الذين يودون المحافظة على أسنان أطفالهم بمراقبة المشروبات التي يتعاطاها الصغار والإقلال من المشروبات الغازية خاصة أن هذه المشروبات تحتوي كذلك على سكريات وهذه من شأنها أن تكون عاملا آخر يساعد في زيادة تنخر الأسنان.
وكثيرا ما نسمع أن هذه المشروبات الغازية تساعد عملية الهضم خاصة عندما يشكو أحدنا من تلبك فى البطن أو تخمة فيكثر من يصف لك إحدى المشروبات الغازية مقنعا إياك بأنها تخفف أو تزيل هذا التلبك والتخمة ولنرى ماذا يقول العلم في هذا!
إن غاز ثاني أكسيد الكربون المـوجود في هذه المواد الغازية والمسئول عن إحداث الفقاقيع فيها يتجمع في المعدة ويعطي نوعا من الشعور بالانتفاخ وإذا ما أجريت صورة شعاعية للبطن نجد أن هذه الغازات تتجمع في أعلى المعدة وكثيرا ما يسبب هذا ألما في أعلى البطن قد يشبه ألم الذبحة الصدرية، وإذا نام المريض على ظهره وتعذر إخراج هذه الغازات عن طريق التجشؤ، وفي كثير من الأحيان تمر هذه الغازات إلى الأمعاء وتحدث انتفاخا في كل البطن وقد تمر إلى أعلى الجزء الأيسر من القولون ويعطي ذلك شعورا بالانتفاخ في تلك المنطقة ولا يرتاح المريض إلا إذا أخرج هذه الغازات سواء بالتجشؤ، أو إخراجها بشكل ريح.
ولمعرفة مدى صحة المقولة بأن المشروبات الغازية تريح أعراض التلبك الهضمي عن طريق انتفاخ المعدة بالغازات وزيادة حركة المعدة وزيادة إفراغ الطعام من المعدة، فقد أجريت دراسة علمية في إحدى الجامعات الأمريكية وذلك بدراسة أثر المشروبات الغازية على إفراغ الطعام من المعدة على ثمانية متطوعين أصحاء، عن طريق إعطائهم مشروبات غازية ووجبة طعام فيها مادة مشعة وذلك لمتابعة وجبة الطعام في المعدة، وحساب زمن إفراغ المعدة، وكانت نتيجة الدراسة أن المشروبات الغازية لا تزيد من حركة المعدة ولا تزيد من إفراغ الطعام من المعدة، وإنما تغير توزيع الطعام داخل المعدة حيث إن غاز ثاني كسيد الكربون يرتفع إلى أعلى المعدة مما يدفع بالطعام والسوائل إلى أسفل المعدة في وضعية الجلوس وبالتالي فإن هذه المشروبات لا تريح التلبك الهضمي.
تكسير العظام:
بحث مجموعة من الأطباء موضوع علاقة كثرة تعاطي المشروبات التي يتناولها الأولاد والبنات في سن المدرسة مع نسبة حدوث الكسور، ووجد هؤلاء أن هناك رابطا قويا بين زيادة استهلاك مشروب الكولا مع زيادة نسبة حصول كسور العظام عند البنات بعد الرضوض ولم يثبت أن هناك ارتباطا بين أستهلاك المشروبات الأخرى غير الكولا ونسبة الكسور، وتبين من هذه الدراسة كذلك أن تناول كمية كافية من الكالسيوم تقي من زيادة نسبة حصول الكسور، واستنتج الباحثون من هذه الدراسة أن زيادة استهلاك المشروبات الغازية وقلة تناول الحليب عند طلبة المدارس له أهمية كبيرة عند الفتيات خاصة وأنهن يتعرضن لمرض هشاشة العظام عندما يتقدم بهن السن. وقد وجد أن كثافة العظم عند النساء تصل أعلى مستوى لها بين سن 17- 20 سنة وهذه الكثافة تتعلق بعوامل كثيرة منها كمية تناول الكالسيوم خلال فترة النمو.
وقد ربط الأطباء هذه الظاهرة بوجود حمض الفوسفوريك في المشروبات الغازية وقلة تناول الكالسيوم الموجود في مشتقات الحليب. ووجد في إحدى الدراسات على الحيوانات أن زيادة، استهلاك الفوسفور دون تعويض الكالسيوم. يؤدي إلى نقص في تكلس العظام وبالتالي إلى هشاشة في العظام. وفي المكسيك أجريت دراسة على 57 طفلا وجد عندهم نقص في كالسيوم الدم و 171 طفلا آخر كانت عندهم نسبة الكالسيوم طبيعية، وكان هدف هذه الدراسة معرفة ما إذا كان استهلاك كمية 1.5 لتر في الأسـبوع أو أكثر من المشروبات الغازية التي تحتوي على حمض الفوسفوريك يؤدي إلى نقص كالسيوم الدم، ووجد الباحثون أن زيادة الفوسفور في المواد الغذائية تؤدي إلى زيادة الفسفور ونقص الكالسيوم في الدم، ووجد أن نسبة الكالسيوم انخفضت بنسبة أكبر كلما زاد استهلاك المشروبات الغازية المحتوية على حمض الفوسفوريك، وتابع الباحثون نسبة الكالسيوم والفوسفور عند 17 طفلا من الأطفال الذين كان عندهم نقص في الكالسيوم بعد أن طلب من أولياء أمورهم أن يمتنعوا ولمدة شهر عن تناول المشروبات الغازية، وبعد انتهاء الشهر وجد أن نسبة كالسيوم الدم المنخفضة قد ارتفعت أما نسبة الفوسفور المرتفعة فقد عادت إلى الحدود الطبيعية.
ومن هنا نرى مدى الأثر السلبي لهذه المشروبات الغازية في العظام والأسنان عند الأطفال وهذا أمر يجب، ألا يغفله أولياء الأمور.
ولانريد أن نترك الموضوع دون إشارة إلى دراسة أجريت لمعرفة علاقة زيادة استهلاك المشروبات الغازية مع تكرر حدوث حصيات الكلية عند المرضى الذين تم تشخيص حصيات الكلية عندهم؛ حيث أجريت الدراسة على أكثر من 1000 مريض ممن حصل عندهم حصية في الكلية سابقا، وهؤلاء المرضى كلهم كانوا يتناولون يوميا أكثر من 160 ملجم من المشروبات الخفيفة Sofi Drinks يوميا، وتم توزيع هؤلاء المرضى على فئتين، فئة طلب منها الامتناع نهائيا عن تناول المشروبات الخفيفة "ومن ضمنها المشروبات الغازية " وفئة ثانية لم تعط أي تعليمات بهذا الخصوص.
وجد الباحثون أن نسبة تكرر حصول حصيات في الكلية كانت أقل بكثير عند الفئة التي امتنعت عن المشروبات الغازية وخاصة التي تحتوي على حمض الفوسفوريك مقارنة مع الفئة التي استمرت بشرب نفس الكمية من المشروبات، وأوصى الباحثون المرضى الذين يشكون من حصيات الكلية بالامتناع عن المشروبات التي تحتوي على حمض الفوسفوريك "البيبسي كولا وكوكا كولا".
حدود الأمان:
ولعل سائلا قد يسأل: ما هي الكمية التي يمكن أن نسمح لأولادنا ولأنفسنا بتناولها دون أن يكون لها أثر ضار؟
من الصعب وضع حدود فاصلة للكمية التي يمكن تناولها يوميا دون أثر سلبي وذلك لاحتواء هذه المشروبات على الكافيين الذي يمكن أن يكون له أثر سلبي على مرضى القلب حتى لو تناول أحدهم عبوة واحدة يوميا، وكذلك على الصغار، أما المرضى الذين أصيبوا بحصاة في الكلية فإن الأبحاث تدل على أنه إذا استمر بتناوله أكثر من نصف عبوة من الكولا يوميا، فإنه معرض لعودة الحصاة بنسبة أكبر مقارنة مع من لا يتناول الكولا. ومن هنا نرى أنه من الصعب التعميم من أنه هناك كمية معينة لا يوجد أثر ضار لها.
ولعل الشيء الذي أكدت عليه العديد من الدراسات هو التخوف من أن يستعيض الأطفال بهذه المشروبات عن تناول المواد الغذائية الضرورية كالحليب، وقلة الطعام الذي يتناولونه أثناء الوجبات أو أحيانا استغناؤهم عن الوجبة كاملا، وذلك بسبب ما تحدث هذه المشروبات من الشعور بالامتلاء والانتفاخ في البطن.
ولعلنا نلاحظ ذلك في كل مناسبة وجد فيها الأطفال ووجدت فيه المشروبات الغازية على مائدة الطعام.
وإنني لأستغرب وأنا أرقب الناس في كل لقاء تقدم فيه وجبة الطعام وهم يعرضون عن زجاجات الماء إلى زجاجات المياه الغازية وبعدها يعودون إلى زجاجات الماء لإطفاء عطشهم لأنه لا يطفىء العطش شراب مثل الماء.
د.محمد حمودة .
انتهت المقالة.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة .