أشتكي من ألم العضلات والأكتاف ولا فائدة من تناول المسكنات!

0 233

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري (29) عاما، وأعاني من الألم الشديد بين الأكتاف، وهي آلام شديدة أشعر بها عندما أصحو من النوم، وأتضايق منها في نومي، في بعض الأحيان أشعر بالضغط على الأعصاب، ويضايقني هذا الإحساس كثيرا.

عملت أشعة الرنين المغناطيسي والنتائج سلمية، وعملت تحاليل الكالسيوم والنتائج سليمة أيضا، وأجريت تحليل فيتامين (د)، وكان ناقصا بنسية (19)، وأخذت حبوبا قوتها (5000) مرة كل يوم، وأنهيت العلبة، وبدأت بالعلاج الطبيعي دون فائدة، وتناولت المسكنات والمرخيات وأيضا لم أجد أي فائدة، فقط في فترة العلاج أشعر بالتحسن، وحينما أترك المرخيات يرجع الألم. أعيش مع هذه المعاناة منذ ثلاث أو أربع سنوات.

أفيدوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن نسبة فيتامين (د) المقدرة بـنسبة (19) لا تعتبر منخفضة للدرجة التي تسبب آلاما عضلية، فعادة تكون نسبة فيتامين (د) منخفضة كثيرا، وتسبب نقص الكالسيوم، وتسبب الألم في العضلات، والمعدل الطبيعي لفيتامين (د) هو أكثر من (20)، وأنت لديك النسبة (19)، لذا فإنه ليس منخفضا كثيرا، وإنما هو منخفض بشكل سبيط، ولا يعتبر انخفاضه السبب في الأعراض.

ما تعانين منه يعاني منه الكثير غيرك، ويسمى بالآلام العضلية الموضعية (Myofascial pain)، وهو عبارة عن شد في عضلات معينة من الجسم، وفي أكثر الأحيان تكون بين لوحي الكتف، أو في العضلة التي تسمى (Trapezius)، وهي عضلة كبيرة تمتد من أعلى الرقبة إلى الكتف، إلى أعلى المنطقة القطنية بشكل مثلث.

والآلام العضلية هذه تبدأ بشكل شد عضلي عابر ناجم عن وضعيات غير صحيحة، أو التعرض لتيار بارد، أو النوم غير الصحي، ثم يستمر الشد العضلي، وقد يستمر من (10 - 20) سنة، ويمكن عند لمس المنطقة أن يتحسس الطبيب أن هناك نقاطا معينة تسمى (trigger point), وهي مناطق مؤلمة في العضلات، وتكون منتفخة وبارزة بسبب شد الألياف العضلية فيها.

وإذا نظرت في غوغل على (Trigger points)، ستجدين أن هناك العشرات من هذه النقاط، وكل منطقة من الجسم لها نقاط خاصة في العضلات تسمى النقاط المسببة للألم، ويمكن للطبيب أثناء لمس وفحص المنطقة أن يلاحظ وجود هذه النقاط.

أما علاج هذا الألم فيجب أولا أن تكون وضعية جلوسك على الطاولة، أو في العمل، أو في البيت صحيحة ولا يكون هناك انحناء لطرف أكثر من طرف، حتى الاتكاء على مسند جانبي، يجب أن يكون هناك توازن في الجهد على العضلات في الطرفين.

والأدوية قد تساعد، إلا أنه يبدو أنها لم تفعل شيئا كثيرا عندك، ومن المستحب تناول المسكنات، لأن استمرار الألم يجعل الإنسان متوترا، وهذا يجعل من الألم عرضا مستمرا، ومع زيادة القلق فإن العضلات تشد أكثر، ومن المسكنات التي يمكن أن تؤخذ مرة وحدة في اليوم:

-Voltaren 100 mg LA.
-mobic 15mg.
-Tilcotil 20mg.

من ناحية أخرى فإن هناك بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من الآلام المزمنة، وهي تستخدم للاكتئاب، إلا أنه وجد أن لها فعلا جيدا في الآلام المزمنة، ومنها (Duloxetine 30)، وتؤخذ حبة واحدة يوميا، وعادة ما يبدأ مفعولها خلال أسبوعين، ويمكن التوقف عنها بعد عدة شهور متى تحسن واختفى الألم، ويمكن الاستمرار عليها فهي لا تسبب التعود.

ومن الأمور التي تساعد -بإذن الله- هو أنه يمكن أن تأخذي كرة قاسية، مثل كرة التنس، وتضعيها على الأرض، ثم تستلقي على الأرض، بحيث يكون مكان الألم ملاصقا للكرة، وتضغطي على الكرة لمدة أربعة دقائق، فقد تساعد هذه الطريقة على فك الشد، ويمكن أن تعاودي الكرة يوميا مرتين إلى ثلاث مرات، وهناك مواقع كثرة في النت تشرح كثيفة استخدام الكرة لأماكن مختلفة من الجسم
(ball therpy for myofascial pain).

من الأمور التي تساعد أيضا -بإذن الله- هو إجراء تمارين تمديد للعضلات (مط العضلات)، وخاصة وأنت في الحمام، ويكون هناك ماء ساخن ينزل على المنطقة، أو بوضع كمادات ساخنة عليها لمدة (5 - 10) دقائق، ثم القيام بتمارين مط العضلات بالاتجاه المؤلم، كأن تضعي يديك أمام جسمك وهما متشابكتين، ثم تنزلي رقبتك وجذعك إلى الأمام وتعدي للعشرة، وبعد تلك تنقلي يديك وأنت منحنية للأمام إلى الطرف اليمن من الجسم وتعدي للعشرة، ثم تنقليهما إلى الجانب الأيسر وتعدي للعشرة أيضا.

في بعض الأحيان نلجأ إلى إعطاء حقن مخدر موضعي في مكان الآلام في العضلات.

ندعو الله تعالى أن يشفيك ويعافيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات