اقترضت بالربا وأخشى أن لا يستجيب الله دعائي بسببه!

0 190

السؤال

السلام عليكم
شكرا لكم على تحملكم أسئلتي الكثيرة.

الآن أصبحت مكتئبة ومهمومة وأدعو ربي كثيرا أن يحقق دعواتي، ولكني أخشى أن لا يستجيب لي بسبب مسألتين، الأولى: أن أبي أخد قرضا ربويا من أجل أن يساعد أخي على الزواج، وأنا أشعر أن أكلي ومشربي أصبح حراما، وحاولت أن لا آكل شيئا، ولكني لا أعمل فمضطرة أن آكل معهم، ولكن الشيء الذي جعلني أبكي كثيرا هو أن أخي الكبير أصبحت لديه ديون كثيرة وشيكات، وأن أحدهم اشتكى عليه، وعندما علمت زوجته جن جنونها وطلبت الطلاق، فطلب مني أخي أن يأخذ قرضا باسمي ويكون هو كافلني، رفضت وذهب حزينا، فأهل البيت أصبحوا يضغطون علي ويقولون سيتدمر بيته، وسيفقد زوجته، ووظيفته، وأطفاله، وكل شيء عنده.

اتصل علي مرة أخرى وكان سيبكي، ولأنني بنت وقلبي ضعيف من ناحية العاطفة وهو أكبر مني وأنا الصغرى قبلت وأنا حزينة، وكلما أتذكر ذنبي أشعر بالكره من كل عائلتي؛ لأنهم حرموني استجابة الدعاء، وأنا أجتهد أن أتوب من كل ذنوبي، وأقرأ القرآن وما نحو ذلك، ولكن موضوع القرض والأكل من مال أبي يذبحني، فأنا أحسن الظن بالله، ولكن بعد فترة أقول: ما أكرم ربي وما أصغرني، أعمل الذنوب وأدعوه ويستجيب لي، والله كل دعواتي استجيبت إلا دعوة واحدة وهي مهمة كثيرا بالنسبة لي وأحاول أن أجتهد فيها، وأصلي وأتخيل ربي جالسا أمامي على العرش ويشاهد صلاتي وخضوعي له، وأصبحت أشعر بالضعف، وأنني إنسانة تافهة، أعمل الذنوب وأطلب العفو وأن يستجيب لي، فكل طاعة أقدمها لربي أشعر بأنها قليلة جدا بحقه، أخبروني ماذا أفعل؟ ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يغفر لك ويتوب عليك فيما فعلت من الاقتراض بالربا، ولكن اعلمي أن كل ذنب وإن كبر وعظم فإن الله تعالى يمحوه ويغفره بالتوبة، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء، وقد قال سبحانه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}، وأخبر سبحانه بأنه يبدل سيئات التائب حسنات، فقال سبحانه: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}، وأخبرنا نبينا بأن الله يفرح بتوبة العبد، وهذا الفرح إنما هو ليكرم هذا التائب ويحسن ثوابه.

فأحسني ظنك بالله تعالى، وتوجهي إليه باستغفاره وكثرة الأعمال الصالحة التي تقربك إليه، ولن يخيبك الله، فقد قال سبحانه: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء).

أما ذكرت من اقتراض أبيك بالربا فإنه وإن كان الاقتراض محرما، لكنه بعد أن يقترض المال ويتصرف فيه يصير هذا المال مملوكا له، فلا حرج عليك في أن تأكلي منه، هذا فضلا عن كونه يمتلك أموالا أخرى مباحة، فيكون ممن اختلط ماله الحلال بغيره إذا وجدت أموالا محرمة، وصاحب المال المختلط يجوز لنا أن نأكل من أمواله، كما قرره الفقهاء.

فلا داعي إذا لكل هذا الحزن والقلق بشأن الأكل من هذه القروض لما بينا لك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات