السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا امرأة متزوجة، عمري 29 سنة، ولدي ابن، أعاني من آلام في جسدي، وخاصة أكتافي وأطرافي، وأنا حامل في الشهر 7، أجريت عدة تحاليل، وظهرت نسبة الحديد لدي 10، والكالسيوم 8، وفيتامين د 26.
ينتابني شعور وكأن قلبي يسقط من مكانه، وأشعر بوهن في جسمي لدرجة أني لا أستطيع القيام بأعمالي المنزلية، وضيق في نفسي، فتجدني آخذ نفسا عميقا وطويلا وكأنني سأموت إن لم أفعل ذلك، وزاد خوفي وكرهي للمكان الذي أكون فيه، لذلك أحس بأني صرت إنسانة ضعيفة، ليس لديها القدرة على اتخاذ القرار، هزيلة الجسم، وأنتظر الموت في أي وقت، وهذا الشيء سبب لي خوفا وكرها لعملي، لأني معلمة، وأصبح تفكيري محصورا في حالتي، والآلام التي تنتابني.
كما أنني أعاني من آلام في القولون، وانتفاخات ازدادت مع الحمل، فما تشخيصكم لحالتي؟ وهل من الممكن أن يكون كل ما أعاني منه سببه نقص الفيتامينات؟
شاكرة لكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعانين منه -يا ابنتي- من الممكن أن يحدث في الحمل وبشكل طبيعي، وهو لا يدل بالضرورة على وجود مرض خطير على الإطلاق، فالحمل نفسه يسبب مثل هذه الأعراض، وبمثل هذه الشدة أحيانا؛ لأن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلاله تؤدي إلى تغيرات في كل أجهزة ووظائف الجسم تقريبا، ومن ضمن ذلك الجهاز التنفسي وجهاز الدوران.
ومن أهم ما يحدث من تغيرات:
1- تمدد الدم وزيادة حجم البلازما، واحتباس السوائل، وهو ما يظهر وكأنه نقص في الهيموجلوبين وبعض المعادن والفيتامينات، ولكنه نقص غير حقيقي، بل فيزيولوجي، لا يلبث أن يتراجع بعد الولادة وبعد التخلص من السوائل المحبوسة في الدم والجسم.
2- زيادة في الطلب على الأوكسجين، مما يسبب زيادة التهوية في الرئتين، ويتظاهر على شكل ضيق نفس.
3- حدوث انخفاض نسبي في ضغط الدم، وخاصة في الشهور الوسطى من الحمل، وهذا يحدث بسبب توسع الأوعية، وتشكل أوعية جديدة، وامتلائها بالدم.
كل هذه التغيرات وغيرها قد تزداد وتصبح أكثر وضوحا مع تكرر الحمل، ورغم أنها تعطي أعراضا مزعجة ومقلقة -كالتي تحدث عندك-؛ إلا أننا نعتبرها تغيرات وأعراض سليمة، والمهم هو أن تطمئني، فهي ليست شيئا مخيفا، وليست مرضا، بل على العكس هي حاجة ماسة للجنين، لذلك لا يجوز علاجها بالأدوية فهذا خطأ.
إذا تم التأكد أولا من أن تحليل الهيموجلوبين في المستوى الطبيعي، وأن فحص القلب والرئتين سليما، ولا يوجد فيهم مشكلة –لا قدر الله-؛ فيمكن بعد ذلك التخفيف من شدة الأعراض التي عندك باتباع ما يلي:
1- تفادي الحركات الفجائية، خاصة عند النهوض من السرير، ويجب التدرج في ذلك، فمثلا: إذا كنت مستلقية، احرصي أولا على الجلوس ببطء، ثم بعد دقيقة أو نصف الدقيقة أنزلي ساقيك، ثم بعد ذلك قفي وابدئي بالمشي، ويجب أن يكون الجزء العلوي من جسمك منتصبا بشكل جيد عند الوقوف والمشي، والكتفان إلى الخلف قليلا؛ وذلك لإعطاء مساحة أكبر للرئتين للتمدد.
2- الحرص على تفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
3- الحرص على النوم أو الاستلقاء على الجانب الأيسر من الجسم (وهذا في الحمل فقط)، مع جعل الساقين بمستوى القلب أو أعلى منه، بحيث توضع وسادة تحت الساقين.
4- النوم على وسائد مرتفعة، بحيث يكون الصدر مرتفعا ليخف ضغط الرحم على الرئتين.
5- الحرص على أن تكون الملابس فضفاضة (بما في ذلك حمالات الثدي)، بحيث لا تسبب ضغطا على الصدر والبطن.
6- تفادي الأجواء الحارة والرطبة والمزدحمة، والحرص على أن يكون جو البيت لطيفا، والفضل أن يميل إلى البرودة قليلا.
7- تناول طعام صحي تكثر فيه الخضروات والفاكهة، وتقسيمه إلى وجبات متعددة خلال اليوم.
8- التمهل في عمل أي شيء، وعمله على مراحل، وتفادي التوتر والضغوط قدر الإمكان.
وبعد الولادة ستتراجع كل هذه الأعراض وبسرعة -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.