السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة من الجزائر، عمري 40 سنة، غير متزوجة، أعاني من مشكلة رفض الزواج ليست لدي الرغبة في ذلك؛ لأني أخاف من الفشل والطلاق، أخاف من الرجال لأنهم يكذبون ويخدعون المرأة عند تقدمهم لخطبتها، يريد شخص عمره 48 سنة أن يتقدم لي، وهو مطلق، ولديه ابنة تعيش مع أمها أنا خائفة؛ لأنني مهما حاولت فإنه لن يكون صادقا معي حول أسباب طلاقه.
حالته المادية جيدة، أريد مساعدتكم، أرجوكم أحس بعدم الراحة كلما ذكر الزواج، وأخاف، أريد حلا ونصيحة بخصوص الخاطب.
وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح الإعلام وأن يبعد عنك شيطانا يريد أن يبعدك عن الحلال، واعلمي أن الله خلق للنساء الرجال، وجعل اللذة في الوصال، فلا تحرمي نفسك من منحة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يحقق الآمال.
نتمنى أن تتفاءلي، واعلمي أن فشل الزواج الأول بالنسبة له لا يعني أنه لن ينجح، وقد يفشل الرجل مع امرأة وينجح مع أخرى، وهذا هو الغالب، والطلاق ليس عيبا في الرجل ولا في المرأة، والعظيم يقول: { وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته }، فلا تشغلي نفسك بالتنبيش والتفتيش في أسباب طلاقه، وإن ظهر لك السبب باعترافه أو بأي طريقة أخرى، فاجعلي همك أن تنجحي واستعيني بالله وتوكلي عليه.
ومهما كانت أسباب رفض الزواج ورد الخطاب إلا أننا نؤكد أنك قادرة على تجاوز هذا الإشكال بحول وقوة الكبير المتعال، بل إننا نؤكد أنك سوف تقولين بعد الزواج ليتني وليتني.
ورغم إنه لم تتضح لنا أسباب الخوف إلا إننا نقول هناك من تخاف من الزواج لمشاهدة تجارب فاشلة، وهنا نقول التعميم مرفوض، وينبغي أن نركز على النجاح والنجاحات.
قد يكون السبب عين أو سحر أو ... ، والعلاج هنا بالرقية الشرعية، وقد يكون السبب هو الخوف من العلاقة وما يترتب عليها، وهنا نقول لذة الحلال تنسي الآلام.
قد يكون السبب هو وضع الأسرة أو الزميلات المتزوجات وإشكالات الحموات، وهنا نؤكد لك أن تعاملك هو الذي يحدد مكانتك.
قد يكون السبب في رفض الزواج هو ثقافة المسلسلات، وهنا لا بد من إحياء وتعلم الثقافة الشرعية.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى ترك التردد والقبول بالرجل، واعلمي أن الحياة فرص، وأنك المتضرر الأكبر من تكرار الرفض للخطاب، ولا تتابعي الإحساس والشعور الذي ينتابك عند التكلم أو التذكر للزواج، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الزواج، ولا الخير، وننبه إلى أن بعض الشعور بالخوف العادي متوقع؛ لأن الفتاة تتذكر المسؤوليات والخروج من الأهل وترك المألوفات، وكل ذلك سرعان ما يتلاشى عند أول لقاء فلا تحرمي نفسك من الخير، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير، ثم يرضيك به.