اكتشفت بأن من أحبه يخونني، فكيف أتصرف معه؟

0 304

السؤال

السلام عليكم..

أنا محتاجة لنصحكم.

فقد أحببت شخصا تعرفت عليه عن طريق النت، وهو ليس من بلدي، وتقدم لخطبتي، ولكن فجأة حصلت ظروف غيرت كل شيء، فقد رفض أهلي الموضوع، ولا زلنا على أمل أن يتغير الحال، وأن يوافق أهلي.

قبل عدة أيام اكتشفت خيانته لي، فقد وجدت حسابا له بنفس اسمه يحوي أسماء بنات وصورهم، وصفحات محرمة أيضا، وعندما واجهته أنكر، فأنشأت حسابا آخر وكلمته منه، وطلبت رقمه، فأعطاني رقما آخر غير الأساسي، فلما كلمته وسمعت صوته اكتشفت بأنه هو، فلما واجهته بكل ما حصل وأني سأتركه أنكر، وقال بأن هناك أحدا ما أنتحل شخصيته واسمه وله حساب مزيف، وأنه لا زال يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني.

أنا متأكدة بأنه يكذب علي، ولكنني أظن أنه أنكر لأنه خائف من أن أتركه، ولو أنه تمت موافقة أهلي عليه وارتبطنا فإنه سيترك هذه التصرفات.

أنا محتاجة لنصحكم، كيف أتصرف معه؟ على الرغم من أني أحبه، ويصعب علي البعد عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وندعوك للتوقف عن كل أنماط الاتصال حتى يوافق أهلك على أن يأخذك بالحلال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن العلاقة المذكورة لا ترضي الله حتى لو لم يقع في تلك المخالفات والمجازفات، وأنت في مقام بناتنا، ولا نريد لك الجري وراء السراب، ونؤكد لك أن في الشباب ذئابا، فانتبهي لنفسك، ولا تمنحي قلبك إلا لمن طرق الباب، وقابل أهلك الأحباب، وأرادك على شريعة الوهاب.

ونحن نقدر صعوبة الفراق والتوقف، ولكننا نذكر بأن الأخطر والأكبر والشر والكارثة في الاستمرار في علاقة ليس لها غطاء شرعي، والآمال ضعيفة في أن يوافق الأهل، وهي علاقة مشوبة بالشكوك.

وقد أسعدنا تواصلك، وهو دليل على نضجك، وتكتمل سعادتنا بتوقفك الفوري عن التواصل مع الشاب، وإذا كان فيه خير وصدق ورغبة؛ فعليه أن يتوب ثم يكرر المحاولات مع أهلك، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، والرجل يجري وراء المرأة التي تتأبى عليه وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها، ولكنه يهرب ممن تقدم له التنازلات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واشغلي نفسك بالطاعات، وتوبي لمن يغفر الزلات، واقتربي من أفراد أسرتك، واعلمي أنهم أحرص الناس عليك، وشاوريهم، واستمعي لوجهة نظرهم؛ لأن أولياء الفتاة هم مرجعها، وإذا تقدم إليك شاب فاطلبي منهم السؤال عنه، والتعرف عليه، فالرجال أعرف بالرجال.

سعدنا بتواصلك، ونأمل أن تصلحي ما بينك وبين الله، وعمري قلبك بحب ربنا، وانطلقي في كل المحاب من حبك لله، ومن محبة ما يحبه سبحانه ويرضاه، ولا تشغلي نفسك بمتابعته ومطاردته والتجسس عليه، ونسأل الله أن يشغلنا وإياك بطاعته.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يقدر لك الخير ويحفظك ويتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات