كيف تتعامل الزوجة مع زوج متقلب المزاج سريع الغضب؟

0 584

السؤال

إن زوجي رجل طيب القلب وكريم جدا، ولكنه سريع الغضب متقلب المزاج، وعند أي خلاف بيننا يسبني ويشتمني بأفظع الألفاظ أمام أولادي، ويهينني ويذكر أهلي بأبشع الألفاظ، فهل أغضب منه وأبتعد عنه داخل المنزل، خصوصا أنه لا يعتذر لي أبدا، ولكنه بعد أن يهدأ بعد أيام يعود للحديث العادي معي وكأن شيئا لم يكن.

فماذا أفعل معه وأنا أهان أمام أولادي؟ وأولادي هما بنت في سن الحادية عشرة وصبي في سن الثامنة.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل جلاله أن يصلح لك زوجك، وأن يذهب عنه حدة طبعه، وأن يعافيه من هذه الألفاظ النابية.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أراه أن زوجك ضحية تربية خاطئة، سادها هذا الجو الغير صحي، حيث نشأ في هذا الجو الموبوء، وسمع تلك العبارات، وعاش هذا الجو الكئيب، حتى ترسخت تلك الصورة القاتمة المظلمة في ذاكرته، وهو ما زال صغيرا، ولم تتح له فرصة التخلص منها بصورة نهائية، وأعتقد أنه يحاول، ولكنه كثيرا ما يفشل؛ نتيجة تأصل تلك العادات الذميمة، وهذه العبارات القبيحة في ذهنه منذ طفولته، لذلك أرى التماس العذر له، والصبر عليه، ولكن لا مانع من التذكير بأثر ذلك عليك وعلى أولادك، والذين سينشئون نفس النشأة، ويرثون تلك الصفات والعادات المحرمة.

ومن هنا أرى استغلال لحظات الأنس لتذكيره بأثر هذه التصرفات على نفسك وعلى أولادك، وأن مثله في مثل سنه ومنزلته ومكانته لا يليق به هذا، خاصة وأن الأولاد صاروا كبارا، ولا يليق بنا أن نكون كذلك أمامهم، ولا مانع من جعل بنتك تكلمه وتبدي له حزنها من هذه التصرفات، وكم تتمنى أن يتوقف أبوها عن هذه التصرفات، لعل وعسى أن تجدي هذا المحاولات؛ لأنه وكما ذكرت لك أن هذه أشياء زرعت فيه منذ صغره، وتحتاج إلى علاج طويل، وعزيمة قوية، وإرادة حديدية، واستعانة تامة وكاملة بالله جل جلاله.

كما أوصيك بمزيد من الصبر ما دام خيره يغلب شره، ولكن عليك بالدعاء له بظهر الغيب أن يعافيه الله من هذا البلاء، وأن يحسن خلقه، وأن يسدد ألفاظه، وليكن ذلك كثيرا ودائما، خاصة في أوقات الإجابة، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثري منه، وسترين بنفسك أثر ذلك مع الأيام القادمة بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات