هل للوالدين حق في إجبار أبنائهم على تخصص دراسي معين؟

0 274

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الدين الإسلامي السمح جعل من الفرد قادرا على الاختيار فيما يريده لبناء حياته، واليوم بعض الآباء يجبرون بناتهم خاصة بدراسة تخصص معين وهي لا تريده، فهل يجوز للأب فعل ذلك؟ مع أنه تخصص دراسي، ولا دخل للمصلحة كونه أب، لكن من أجل نظرت المجتمع لبنتهم يقوم بإجبارها على شيء لا تريده، فهل هذا جائز؟ وينطبق ذلك أيضا على إجبار البنت على زوج معين، ولم يعد هناك شيء للحرية أو حقوق البنت في الاختيار، فهل يحق للأب فعل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن ما يحصل من بعض الآباء والأمهات لا ينطلق من الدين، بل هو من العادات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرفعك درجات.

ولاشك أن إجبار الفتاة على شاب لا تريده ولا تطيقه هو الأخطر، والاختيار حق للفتى وللفتاة، ودور الوالدين إرشادي، وليس لهم أن يجبروا الفتاة على شاب مهما كان حاله، وقد جاءت الفتاة الأنصارية وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة، فرد النبي نكاحها، وجعل أمرها إليها، فقالت: يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن يعلم الناس أنه ليس في الأمر شيء.

أجل ليس للآباء في الأمر شيء، ودور الآباء النصح للفتاة والاهتمام بالسؤال عن الشاب الذي يتقدم، ومكان تدخلهم عندما يكون الشاب فيه خلل في الدين، فإذا تقدم من لا دين له فليس للأب أن يوافق عليه، ومن حقه أن يمنع إتمام الزواج، ومن وضع موليته أو بنته عند رجل لا دين له فقد قطع رحمه وأساء لابنته.

أما بالنسبة لمسألة التخصص:
فالأصل فيها اختيار الشاب أو الفتاة؛ لأن الإنسان يختار ما تميل إليه نفسه، ونتمنى أن يصلنا تفصيل عن نوع التخصص المرفوض حتى نتحاور حوله، ونكتشف الأسباب الخفية لرفضهم لتخصص معين وإصرارهم على آخر.

ونحن ندعو كل فتاة أن ترفض ما لا تريده، ولكن بلطف وأدب، وعليها أن تطلب مساعدة العقلاء والفاضلات من أعمام وعمات وأخوال وخالات، ونتمنى أن تزيدي من برك للأب، وثقي بأنه يريد مصلحتك، ولكنه أخطأ في طريقه وطريقته، ونتمنى أن تنظري إلى نيته الطيبة، ورغبته في أن تنالي الخير انطلاقا من فهمه ووجهة نظره، ولا شك أن استحضار هذا المعنى مما يخفف عليك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصابعه، يقلبها ويصرفها، ونحب أن نؤكد لشبابنا وفتياتنا المتعلمين بأن دورهم كبير في تغيير العادات السالبة، ولكن الأمر يحتاج إلى تدرج وحكمة.

سعدنا بتواصلك، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونتشرف بمساعدتك في اختياراتك، والتي هي في الأصل قراراتك.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات