الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شخص ولا زلت مترددة في القبول به، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي قلق بشأن خطبتي؛ فقد خطبني شخص من دولة أخرى منذ عام تقريبًا، لا أعرف عنه الكثير، فقط اسمه، وأن أسرته طيبة، ومتدينة، ومعروفة برفقهم بزوجاتهم، وأن الزوجة عندهم تسكن في بيتها الخاص بعد الزواج، وهذا الشيء الذي جعل والدتي تحاول إقناعي بالقبول به.

عمري (20) عامًا، والشخص الذي خطبني يبلغ من العمر (26 أو 27) عامًا، لا بأس بفارق العمر هذا، ولكن في بعض الأحيان تراودني فكرة، هل أنا متقبلة فعلاً لهذا الفارق؟

أعلم أن الأمر لا يتعلق بالمظهر دائمًا، كما أن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي تذكرني أمي به دائمًا: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، لكنني لم أنجذب إليه على الإطلاق، أنا الآن ‎في بداية خطبتي -كما ذكرت-، ولم أكن أفكر بالموافقة، ولكنني قررت أن أعطي نفسي فرصةً بعد موافقة والدي عليه.

صليت الاستخارة ثلاث مرات، وفي المرة الأولى التي صليتها لم أوفق في امتحاني، وفشلت في اختبار رخصة القيادة، وفقدت هاتفي!

أرجوكم أن تدعوا لي بالهداية، وتيسير الأمور، وتسهيلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رجا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت أسرة الرجل بالصفات العالية المذكورة، ونالت الموافقة والقبول من أسرتك، فننصحك بعدم التردد في القبول بالشاب المذكور، وفارق العمر أيضًا لا يضر، وهو ليس بالفارق الكبير بينكما، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

ما حدث بعد الاستخارة لا علاقة له بالأمر، ولا يعطي مؤشرًا إيجابيًا، ولا مؤشرًا سلبيًا، والإنسان عليه أن يصلي صلاة الاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، لذلك نتمنى ألا تقفي طويلاً أمام ما حدث، ولا تضيعي هذه الفرصة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ونحب أن نذكّر أن القبول بين أهلك وأهل هذا الشاب مؤشر إيجابي، والزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة؛ بل هي علاقة بين أسرتين، وبين قبيلتين، وربما بين بلدين أحيانًا، وسيكون هاهنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، ولذلك هذه من الأمور المرجحة لمسألة القبول بالشاب المذكور، فلا تستعجلي في الرفض، واجتهدي في التعرف إلى أشياء أكثر عنه.

أما بالنسبة للدراسة والمواضيع التي حصلت: فأرجو أن تكون الرؤية بالنسبة لك واضحةً؛ فهنالك أمور مهمة يحتاج الإنسان إلى أن يركز عليها، وهذا كله يحصل بتنظيم الجدول، فلا بد أن تنظمي جدولك، وأن تحددي البرنامج الذي تريدينه، وأن تحسني ترتيب أولوياتك؛ فلا تقدمي ما من حقه التأخير، ولا تؤخري ما من حقه التقديم، ونسأل الله أن يتمم لكما بالخير، وأن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

وخلاصة الأمر: ننصحك بالقبول بهذا الشاب الذي طرق الباب، ووجد من والديك رغبةً شديدةً، ومن أحرص على الفتاة أكثر من والديها؟!

نسأل الله أن يعينك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً