وقوف الفتاة بجانب خطيبها ومساعدته مادياً

0 579

السؤال

أحببت شابا وتقدم لي رسميا، وبعد أن اتفقنا على محددات الزواج حصل أن خطيبي ترك الشغل لظروف، وهو لا يريد إتمام الخطبة خوفا من المستقبل غير المضمون، وأنا أريد الاحتفاظ به وأقف بجواره، فهل هذا صحيح مني أم خطأ، ماذا أفعل؟

أقف بجواره وأساعده أم أتركه وأنا أحبه جدا، فهل الله سيوفقنا أم ستتدهور الأمور بيننا أكثر من ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقدر منك هذه المواقف النبيلة، وأن يكثر من أمثالك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك –أختنا شيماء– أن الخطبة ليست عقدا، وإنما هي مجرد وعد بالزواج، ولا يجوز بموجبها ممارسة أي نوع من أنواع الاتصال الجسدي، حتى القبلة أو المصافحة أو الخلوة؛ لأن هذه أمور تصاحب العقد الشرعي، ولا تجوز مع الخطبة بحال من الأحوال، هذه هي المسألة الأولى.

أما الثانية، فهي أنه لا مانع شرعا من الوقوف بجانبه ومساعدته ماديا إذا كان ذلك سيحل المشكلة، حتى ييسر الله له ويوفق لعمل آخر، وإن كنت أنا شخصيا أحترم موقف هذا الشاب ومنطقه الواقعي، فما دام الرجل لا عمل له ولا دخل يعيش منه فكيف يفكر في الزواج؟! هذا كلام واقعي جدا.

لذا أرى أن تعطي له فرصة ليحدد موقفه في ضوء الظروف التي يمر بها، لاحتمال أن جلسته تطول ولا يوفق في عمل قريب، فيكون الأمر صعبا عليكما وعلى أسرتكما، فإذا كان بمقدورك إنهاء إجراءات الزواج وتجهيزه والدخول في أسرع وقت، فلا مانع من ذلك إذا قبل هو هذه التضحية من قبلك؛ لأن بعض الشباب يرفضون مثل هذه المساعدات، فإذا قبل ذلك وكان يستحق هذه التضحية من حيث الخلق والدين، أعود فأكرر بأنه لا مانع من المساعدة، وبشرط أن يتم العقد فورا حتى تكون المساعدة في محلها، وتثابين عليها من الله تعالى، ويكون موقفك مقبولا على الأقل من أهلك؛ لأن مساعدة المرأة لزوجها الشرعي أمر مقبول.

أما مجرد الخطوبة فلا يحل مثل هذه المساعدة، وأنصح بالاستخارة قبل البدء في المساعدة، ثم اعرضي عليه أن يتم العقد في أقرب فرصة، وأنه لا مانع من المساعدة ما دامت ظروفك تسمح، ولديك القدرة على الإنفاق على الأسرة مستقبلا، حتى يوفق لعمل مناسب، وإن كنت لا تستطيعين ذلك، أو لم يقبل منك هذه التضحية، فأرى أن تقبلي عرضه وتوقفي الخطوبة، وتسألي الله أن يعوضك خيرا مما أخذ منك، والذي وضع في قلبك محبته قادر على أن يضع في قلبك محبة من يتقدم إليك، وكان لك فيه نصيب.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات