أرغب بالاستمرار في متابعة حفظي ولكن نفسي تحثني على أترك المجال لغيري، فما رأيكم؟

0 235

السؤال

السلام عليكم..

‏جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وأسعدكم في الدارين.
التحقت بدار تحفيظ لمدة سنتين -ولله الحمد- ولم أنقطع عنه -بفضل الله- والآن -بفضل الله- ختمت القرآن، وحصلت على شهادة حفظ -ولله الحمد- ولكني مترددة في العودة للدار، فغالبا ما أقول لنفسي: الحمد لله أني ختمت وحصلت على الشهادة، وأنه من الأفضل أن أجلس في المنزل وأراجع وأثبت ما تفلت، وأن أدرس علوم القرآن، وأترك المجال لغيري، وغير ذلك من الحجج.

‏أنا أتمنى العودة للدار، ولكني مترددة، وأشعر أن الطالبات قد يستنكرن وجودي هناك، فمنهن من قالت لي: أنت ختمت فلماذا تأتين؟ والله لم أتأثر بكلمتها، ولم أغضب منها بتاتا، ولكن في مفهومنا من ختمت لا تأتي مجددا، أنا في حيرة من أمري!

أسأل الله أن يسعدكم سعادة لا شقاء بعدها، ولا خالطها هم ولا حزن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ we jd an حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
1- نهنئك -أختنا الكريمة- بحفظك للقرآن الكريم، وأنها لمن أجل نعم الله على العبد أن يجعله من أهله وخاصته كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إن لله أهلين من الناس )، قالوا : يا رسول الله ، من هم ؟ قال: ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته).

2- حصولك على الشهادة ليس نهاية المطاف، بل هو البداية، وحفظ القرآن قد يكون سهلا، ولكن الأصعب من الحفظ هو الإتقان.

3- أنصحك ألا تتركي الدار، وأنصحك بأن تزكي ما تعلمته، وذلك بفتح حلقة لمجموعة من الطالبات بالتنسيق مع إدارة الدار؛ فذلك سيعينك على تثبيت القرآن في قلبك، وأما مراجعتك لما حفظته في البيت فليست الطريقة الفضلى، فقد يأتي وقت يدب الكسل إليك، وتبدئين بنسيان القرآن.

4- لا تلتفتي إلى استنكار الطالبات لتواجدك في الدار، والتفتي إلى مصلحتك من وجودك فيها، فمفهوم أن من ختمت لا تأتي مجددا للدار مفهوم خاطئ.

5- نصيحتي لك أن يكون لك في الدار زميلة أو أكثر يسمع بعضكم لبعض كل يوم نصف جزء على سبيل المثال.

6- أنصحك كذلك أن يكون لك ختمة مع أفضل المدرسين في الدار من باب المراجعة والإتقان.

7- أنصحك بأن تراجعي القرآن في بيتك في وقت فراغك، وفي الصلوات المفروضة، والنوافل، وقيام الليل، فمثلا تبدئين في صلاة الفجر بقراءة ما تيسر من البقرة، ثم تكملين من حيث وقفت في صلاة الضحى، ثم في الظهر، وهكذا حتى قيام الليل، فذلك مما يثبته في قلبك -بإذن الله-.

8- أتمنى أن تلتحقي بعد الإتقان بدار أو مركز متخصص في القراءات.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات