الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في الإبقاء على أكاديمية حفظ القرآن أو إغلاقها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمتلك -بفضل الله- أكاديميةً لتصحيح وحفظ القرآن، مجانًا، أون لاين، وفيها أكثر من 7000 طالب، ولكن مشكلتي أنني دائمًا مشغولة بها، وبالنظام، والجداول، والمشرفات، والمعلمات، والحلقات، وعندما تعتذر إحدى المشرفات فإني أحل مكانها، وهذا ما يجعلني أقصر في حق نفسي، ولكني مواظبة على حفظي، فهل أقفلها وأتفرغ لنفسي، أم أستمر على ما أنا عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يكتب أجرك، وأن يرفع قدرك، وأن يجزيك خيرًا على ما تبذلينه في تعليم الناس كتاب الله تعالى.

أختنا الكريمة: والله مثلك ينبغي أن يغبط على هذا الخير العظيم، سبعة آلاف طالب يحفظون القرآن، كل حرف يقرأ لك مثل أجره، كل آية تحفظ لك مثل أجرها، كل صلاح يتم لك مثل أجره، والله إنه لفضل عظيم يجب أن يظل قائمًا -إن شاء الله-.

لا يخفاك -أيتها الكريمة- أن عثمان -رضي الله عنه- روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وهذا والله هو من أنعم نعم الله على العبد بعد الإسلام.

وأبو عبد الرحمن السلمي -راوي هذا الحديث- عن عثمان قال: "فذاك الذي أقعدني مقعدي"، فكان يعلم القرآن من زمن عثمان إلى زمن الحجاج، لما علم الفضل المترتب عليه.

فالحديث -أختنا- يشير إلى أن خير الناس من أقبل على تعلم القرآن حفظًا، وتلاوةً، وتدبرًا، وعلَّم غيره حفظًا، وتلاوةً وتدبرًا، وهذه الخيرية مطلقة؛ لأنها تتعلق بكلام الله، وخير الكلام كلام الله، والجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مُكمِّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر، والنفع المتعدّي، ولهذا كان أفضل؛ وهو من جُملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) (فصلت/ 33).

فهنيئًا لك هذا الخير العظيم، لكن ولأننا لا نود أن يغلق، ننصحك بما يلي:

1- تقسيم أوقاتك جيدًا، بحيث لا يطغى هذا العمل على ضرورات لا يقوم بها إلا أنت؛ كرعاية الزوج، أو أبناء، أو أشياء تخصك يجب أن تؤدى.

2- تخصيص أوقات محددة لحضورك؛ بحيث لا تطغى على عملك الأصلي.

3- استقطاب بعض الأخوات الصالحات، أو صناعتهن ليكن مساعدات لك في هذا الخير، وتذكري أن العمل إذا وزع على أكثر من أخت هان على الجميع تحمله.

4- إذا تعارض الوقت، ولم يكن إلا أحد أمرين: إما العمل في التحفيظ، أو واجبات تخصك ولم تجدي من يسد مسدك في هذا التوقيت، فاعمدي إلى تقليل المدة؛ فيكون عوضًا عن أربعة أيام مثلاً ثلاثة أيام، وعوضًا عن ساعة يكون نصف ساعة، حتى تنجزي ما عليك، أو تأتي بمن يعاونك.

5- اعرضي الفكرة على بعض أهل الخير والفضل من أهل اليسار والغنى، أو بعض المؤسسات الخيرية، لعل أحدهم يقتنع بالفكرة فيتبرع بأجرة بعض المحفظين كتحفيز لهم؛ لأن العمل المجاني على فضله لا يدوم، نظرًا لأعباء الناس واحتياجاتهم، لذا اجتهدي في عرض هذه الفكرة على بعض أهل اليسار.

وأخيرًا: احرصي -أختنا- ألا ينقطع هذا الخير، واجتهدي في إيجاد من ينشط لهذا العمل الصالح معك، حتى يكتب له الديمومة -إن شاء الله تعالى-.

كتب الله أجرك، وجعل هذا الخير كله في ميزان حسناتك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً