السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابكم الله على كل المجهودات المبذولة في هذا الموقع العظيم.
أنا وأخي على وشك زواج، وأهلي اختاروا يوم الفرح، وحجزوا القاعة بعد تقريبا (7) شهور من الآن، ولكن أنا إلى الآن لم أحصل على زوجة المستقبل، مع أن أخي -ولله الحمد- قد كتب كتابه, والأهل معجبون بابنة ناس، ولكن المشكلة تكمن بي أنا بسبب أن البنت إلى الآن في المرحلة الثانوية، وعمرها (20) سنة, وسبب تأخرها في الدراسة أنها كانت متعلقة بأبيها، وتوفي وأصابتها حالة نفسية، ثم رجعت لإكمال دراستها؛ فهذا سبب رفضي للبنت، وغير هذا الأرزاق بيد الله طبعا، وأنا أريد من الله أن يرزقني بأطفال منها من بداية سنوات زواجنا إذا الله كتبها من نصيبي، ولا تحتج لي بعدم المقدرة على الحمل بسبب إكمالها لدراستها الجامعية، ومن هذا الكلام.
أنا كنت مقفل الموضوع نهائيا مع أهلي وأخواتي، ولا أريد التجادل أو النقاش فيه، ولكن فكرت بعقل، وقلت: أروح لأرى البنت الرؤية الشرعية، وبعدها أحدد إن كانت تصلح لي أو لا، ولكن قبلها أصلي صلاة استخارة أناجي فيها ربي؛ فهو أعلم مني بمصلحتي, فصليت صلاة استخارة مرتين، والبارحة حلمت أني أدخل مكانا مثل (الماركت) وكله فاكهة، وكنت مبسوطا جدا, فهل هذه دلالة من الله أن البنت هذه تكون خيرا لي أو لا؟
أرجو الرد سريعا بسبب أن أهلي ينتظرون مني جوابا لكي يكلموا أهل البنت ونزورهم, وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- ونسأل الله تعالى أن يتمم لكم أفراحكم، وأن يوفقكم، ويرزقكم الزوجات الصالحات، وردا على استشارتك أقول:
1- أنت من سيتزوج، وليس أهلك، فلا تعول على كلمة معجبين، وعليك أن تتأكد من توفر الصفات المطلوب توفرها في الزوجة، وأهمها الدين والخلق، كما أرشد إلى ذلك نبينا -عليه الصلاة والسلام- حين قال: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك).
2- كونك قررت أن تنظر إليها النظرة الشرعية قرار صائب، ولكن بعد أن تتأكد من توفر الصفات.
3- صل صلاة الاستخارة مرة أخرى بحيث يكون قلبك وقت الصلاة غير ميال لأحد الأمرين (الرغبة أو الرفض) ثم ادع بالدعاء المأثور، وامض في إكمال مراسم الخطبة، فإن تيسرت الأمور وسارت بسلاسة فاعلم أن الله قد اختارها لك زوجة، وإن تعقدت الأمور، وأغلقت الأبواب، فاعلم أن الله قد صرفها عنك، وستجد -إن شاء الله- غيرها، ولا عبرة بالرؤيا التي رأيتها؛ لأن ذلك والله أعلم بسبب انشغال الذهن بموضوع الزواج.
4- اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، ولربما أحب العبد أمرا وهو لا يعلم أن فيه شرا له، أو كره أمرا وفيه خير له، فيصرف الله ما أحبه العبد، ويأتيه بما يكرهه، قال تعالى: {وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
5- اتفق مع أهلك على الشروط التي ترغبون في وضعها لوليها، ثم اعرضوا شروطكم فيما يتعلق بالدراسة وغيرها، فما كان أوله شرطا، كان آخره سلامة -كما يقال- فإن وافقوا فهذا من توفيق الله.
6- الزواج رزق من الله، سائر وفق قضاء الله وقدره، وسيأتي إليك رزقك في الوقت الذي قدره الله، والزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كانت من نصيبك فستأتيك، ومن ليست من نصيبك فلن تستطيع الحصول عليها مهما بذلت من الأسباب.
7- تضرع إلى ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك، وكن على يقين باستجابة الله لدعائك.
أسأل الله أن يسعدك ويوفقك ويختار لك ما فيه الخير.