السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أستشيركم في موضوع الوسواس، فأنا شاب عمري (22) عاما، كنت أعاني منذ خمسة شهور من اكتئاب مقنع، وصرف لي دواء (فيلاكسور) بجرعة (37،5) في اليوم، وتم رفع الجرعة إلى (75) في اليوم، فتحسنت -الحمد لله- لكن عندي مشكلة لا أعرف حلها، وهي كالآتي: لا زلت أفكر بشكل سلبي بالمستقبل، لدرجة أنني إذا كنت وحدي في المنزل أو في البيت أفكر سلبيا بالمستقبل، فأهدأ قليلا، وأعود للتفكير لدرجة أنني أصبحت أخاف أن أؤذي نفسي أو غيري، وأنا لا أريد أن أفعل ذلك؛ لأني مقتنع أن ذلك حرام في الإسلام، لكني لا زلت أفكر فيه لدرجة أنه أصبح منهكا، وأقوم بواجباتي الدينية، وأنا خائف على الإقدام على فعل شيء خطير، فأخاف -مثلا- من أن أمسك سكينا، ومع ذلك أمسكها، وأخاف أن أنام وحدي أو أبقى وحدي في المنزل، ومع ذلك أبقى وأواجه.
لدي مقابلة مع الطبيب بعد شهرين من الآن، فما الحل؟ ساعدوني رجاء، أريد أن أعيش سعيدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ IBRAHIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: هذا الذي تعاني منه هو نوع من المخاوف الوسواسية، وبفضل من الله تعالى أن الإنسان لا يلجأ أبدا لتنفيذ الفكر الوسواسي السلبي والخطير والقبيح، فوساوسك حول العنف والتعانف وإيقاع الأذى بنفسك أو بالآخرين، هذا لا يحدث أبدا، أؤكد لك ذلك تماما، وأريدك أن تحقر هذا الفكر، تحقره وتضعه أسفل قدمك، ولا أقول لك قاومه؛ لأن الإنسان إذا قاوم الشيء يعني قد أعطاه قيمة، فأنت حين تأتيك الفكرة قل لها: (أنت فكرة حقيرة، أنا -الحمد لله- بخير، ولن أقدم على أي فعل شنيع).
بهذه الكيفية –أخي الكريم– إن شاء الله تعالى يهدأ روعك، وفي ذات الوقت لا بد أن تبني فكرا جديدا، أنت تخوفك –كما ذكرت أيها الفاضل الكريم– التفكير السلبي في المستقبل، لا، المستقبل يجب أن تضع له خطة، يجب أن تضع له أهدافا، ماذا تريد أن تفعل؟ الأهداف تقسم إلى ثلاثة أهداف: هدف آني، هدف متوسط المدى، وهذا يتم في خلال ستة أشهر، وهدف بعيد المدى، وهذا طبعا هو الهدف الحياتي.
فإذا أن يكون لك أهداف، وأن تضع الآلية التي توصلك لهذه الأهداف، هذا قطعا يجعلك تحس بقيمة المستقبل، يجعلك تحس أن حياتك لها معنى، يجعلك أنك فعلا يمكن أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، وهذا قطعا يحاصر ويزيل الفكر الوسواسي والاكتئابي السلبي.
وعليك أن تكثر من الاستغفار، وألا تجلس لوحدك لفترات طويلة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (إفكسر Efexor) والذي يعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) دواء ممتاز، لكن أعتقد أنك محتاج أن ترفع الجرعة، سوف أترك هذا الأمر لطبيبك، مائة وخمسون مليجراما في اليوم تعتبر هي الجرعة العلاجية في بعض الحالات، وطبيبك قطعا هو مقتدر، ويستطيع أن يعدل لك جرعة الدواء، إذا رأى في ذلك ضرورة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.