السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد في البداية أن أشكركم على جهودكم في هذا الموقع المفيد، والذي جعله الله ليكون سببا في علاج الناس وتشخيص حالتهم؛ لأن جهل المريض بحالته هو مرض بحد ذاته، كما هو الحال معي -عافاكم الله- وأنا أعاني الأمرين!
حالتي بدأت في سن (13) سنة؛ حيث دخلت المنزل بعد جلسة مع أصحابي، وكان موضوعها الجن، وأثرت بي كثيرا، خصوصا مع صغر سني، وأنا حين دخلت المنزل -وللصدفة- انقطع تيار الكهرباء، فأحسست أن شيئا يلمسني، وما كان ذلك إلا تهيؤات لا صحة لها، فلم أستطع النوم تلك الليلة؛ لخوفي الشديد، ولاعتقادي أن بداخلي جنيا! وأنني الآن ممسوس من الجان، فخفت وارتعبت كثيرا.
بعد (15) يوما من الخوف والهلع والتفكير الكثير بأني متلبس من الجن، اتجهت إلى راق شرعي، وبعد (3) جلسات أكد لي أنه لا يوجد أي أثر للمس -والحمد لله-، لكني بعد الإقلاع عن الخوف من الفكرة الأولى أتتني مباشرة فكرة الخوف الشديد من الإصابة بالجنون بعد الصدمة النفسية التي عشتها تلك الفترة، فأصبحت كثير البكاء، وأشعر بحرقة في فروة الرأس، وثقل في رأسي، والتفكير والخوف من الجنون، وفقدان عقلي -عافانا الله وإياكم- استحوذ علي مئة بالمئة من تفكيري.
دخلت في فترة إحباط واكتئاب عكر حياتي إلى الأسوأ، وبعد (3) أشهر اختفت كل تلك الأعراض من التفكير الدائم، والبكاء، والاكتئاب! كل ما أعرفه أني عدت إلى طبيعتي.
لكن بعد (6) أشهر عادت وبشكل أقوى من السابق، وبوساوس جديدة مضافة إلى السابقة، وعلى رأس الوساوس والأفكار المزعجة هي الخوف من الجنون، وعندما أرى مجنونا أسأل: ما سبب جنونه؟! وأخاف أن تدوم هذه الحالة مدى حياتي، وأن لا أحد يستطيع إنقاذي منها حتى الطبيب النفسي، بل حتى الله عز وجل -أستغفر الله-، ومثل السابق اختفت الأعراض بدون علاج دوائي أو سلوكي، لكن هذه المرة كانت هذه الحالة ثلاث أو أربع مرات في السنة من عام (2009) إلى (2015) إلا في عام (2013) لم تعاودني، وفترتها كانت لا تتعدى أربعة أسابيع، ومن ثم أعود تدريجيا إلى طبيعتي بدون أي علاج. وفي آخر العام الماضي التزمت بصلاتي، واقتربت منها أكثر من أي فترة، وعشت (6) أشهر جميلة ذقت فيها حلاوة الإيمان.
بعد رمضان (2015) عاودتني هذه الحالة التي أنا فيها الآن، تقريبا منذ (3) أشهر وأنا أعاني أتت أقوى من ذي قبل بوساوس وأفكار سلبية، والمشكلة الرئيسية أني لا أستطيع النسيان، ودائم التفكير: كيف أحل مشكلتي هذه؟ ماذا إن لم تزل؟ تبقى معي طول حياتي؟ حتما أني سأؤذي نفسي.
تصفحت كل الأندية، وقرأت عن الأمراض النفسية، ووجدت بعض الأعراض عندي في مرض الكآبة، وبعض أعراض في الوسواس القهري -لكن بدون طقوس قهرية-، وعندي ثقل رهيب في رأسي، وألم خفيف في رأسي، وهذه المرة طالت المدة، وفيما مضى كانت لا تزيد عن أربعة أسابيع، لكن الآن (3) أشهر في تدهور يوما بعد يوم، وهناك شعور لا أستطيع وصفه بأحرف في داخلي، وعندما أستيقظ فأول شيء أتذكر حالتي، و(24) ساعة بالي مشغول بها.
أسئلتي:
1- إن كان تشخيصك لحالتي بالوسواس القهري، فما هو وسواسي بالضبط؟
2- كيف تفسر عودة هذه الحالة على فترات، مثلا هي تعاودني عندما أتذكرها، وأعيد ذكرياتي معها، بأن أذهب إلى مكان كنت فيه، وكانت معي هذه الحالة؟
عذرا على الإطالة، كما أرجو أن تصف لي بعد التشخيص علاجا دوائيا؛ لعدم قدرتي على زيارة الطبيب.