السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري عشرون سنة، وصحتي العامة جيدة، وأريد أن أعرف هل دورتي الشهرية منتظمة أم لا؟ فهي تأتيني كل شهر، ولكنها تتقدم أو تتأخر بيومين أو ثلاثة عن موعدها في الشهر السابق، وعندما تأتيني الدورة ينزل مني الدم لمدة ثلاثة أيام أو أربعة أيام الأولى، ثم تبدأ في الانقطاع، فلا أعرف هل انتهت أم لا؟ ويستمر الانقطاع فترة قصيرة مثلا من الظهر إلى العصر، وأحيانا يستمر الانقطاع حتى أكاد أكمل يوما كاملا، ودائما بعد الانقطاع تنزل مني إفرازات بنية رقيقة، وأحيانا لزجة، ودرجة لونها تتفاوت في كل مرة تنزل فيها، لكنها تظل في حدود اللون البني فقط، ويستمر معي الانقطاع، وتنزل المادة البنية من ثلاثة إلى أربعة أيام، فلا أعلم هل أغتسل بعد كل انقطاع وأبدأ في الصلاة والصيام أم لا؟
علما بأن فترة دورتي لم تتعد في كل مرة السبعة أيام، وأحيانا أغتسل في اليوم الرابع "مثلا"، وأبدأ بالصلاة، ومن ثم تنزل مني المادة البنية فأنقطع مرة أخرى، وأحيانا إذا انقطعت في اليوم الرابع "مثلا" لا أغتسل، وأنتظر نزول الإفرازات ولكنه لا شيء، فأظل يوما أو يومين بدون صلاة أو صيام، وأخاف أن أكون قد طهرت وقد فاتت علي الصلاة والصيام.
وللعلم فأنا لا تظهر لدي علامة القصة البيضاء، فهل أنتظر دائما مرور سبعة أيام حتى لو انقطعت الدورة في اليوم الخامس "مثلا"؟ لأني أحيانا أغتسل مرتين أو ثلاثة بعد الانقطاع، وبعد الاغتسال تنزل الإفرازات البنية، أم أنه يلزمني أن أغتسل فور الانقطاع حتى لا تفوتني الصلاة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
1- إن حدوث تقديم أو تأخير في الدورة الشهرية لمدة يومين هو أمر مقبول وكثير الحدوث، وهو طبيعي جدا، لذلك تعتبر الدورة عندك منتظمة، لكن إذا تجاوزت المدة 7 أيام (تقديما أو تأخيرا)؛ فهنا يمكن القول بأنها غير منتظمة.
2- من الناحية الطبية: يمكن أن تصل مدة الحيض إلى 8 أيام، وبما أن طول مدة نزول الدم عندك بالإضافة إلى مدة نزول الإفرازات البنية هي 7 أيام، أي لم تتجاوز بعد المدة الطبيعية؛ فيجب اعتبار كل هذه المدة -أي كامل السبعة أيام- من فترة الحيض، حتى لو توقف خلالها نزول الدم ليوم كامل خلالها.
بالنسبة للطهر: فمن الناحية الطبية: لا توجد أي علامة أو طريقة تمكننا من معرفة متى سيحدث، لكن أكرر بأن الدورة الطبيعية يمكن أن تصل لغاية 8 أيام، وذلك بغض النظر عن شكل أو لون الدم، سواء كان بلون أحمر أو بني، وبغض النظر عن طريقة نزوله، سواء كان بشكل متواصل، أو بشكل متقطع، وبالتالي يمكن اعتبار هذه المدة -أي 8 أيام- هي مدة الحيض، وحكمها حكم الحيض، هذا والعلم عند الله عز وجل.
نسأله جل وعلا أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.
هذه الإفرازات البنية يسميها الفقهاء (الكدرة)، ونحن في موقعنا نفتي بأن هذه الكدرة إذا كانت في أيام العادة فهي حيض، وكذلك إذا كانت خارج أيام العادة لكنها اتصلت بالدم، في هاتين الحالتين تكون حيضا، وتعامل معاملة دماء الحيض، وفي هذه الحالة لا تصلين، وتلزمك أحكام الحيض.
أما إذا كانت خارج أيام العادة، غير متصلة بالدم؛ فهذه ليست حيضا في القول الذي نفتي به نحن في موقعنا هذا، وهو مذهب الحنابلة، وإن كان بعض الفقهاء يرى بأنها حيضا ما دامت لم تتجاوز خمسة عشر يوما، وما بينهما من نقاء. وبهذا يتبين لك حكم هذه الإفرازات.
أما إذا وجد طهر تام بينها وبين الدم في أيام العادة –أي انقطع وجف جفوفا تاما–، بحيث لو أدخلت شيئا إلى الفرج –قطنة أو نحوها– وخرجت وعليها آثار الدم أو آثار هذه الإفرازات؛ فهذا الجفاف يقال له الجفاف التام، وهو علامة على الطهر، والواجب عليك إذا حصل أن تغتسلي وتصلي، فإذا خرجت هذه الإفرازات وكانت في أيام العادة –كما قلنا– فهي حيض، فرجعت إلى الحيض ثانية.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يفقهك في دينك.