السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (22) عاما، تعرفت على شاب عبر الإنترنت منذ ثلاثة أشهر، وهو من بلد آخر غير بلدي، يكلمني باحترام، ووعدني بالزواج، وسيأتي بعد شهر من الآن عندما يحصل على إجازة من عمله حتى يتحدث مع أهلي، وقد وعدته بأن أنتظره وأقسمت على ذلك.
قبل يومين تقدم لخطبتي شخص آخر، وأنا أشعر بالحيرة هل يجب أنتظر الشخص الذي وعدته بذلك وأقسمت له، أم أتوكل على الله وأتزوج الشخص الثاني؟ إذا تزوجت الشخص الثاني، هل أكون قد ظلمت الأول؟ علما بأنه قال لي إن لم يتزوجني فلن يتزوج أبدا، هل أتحمل الذنب في ذلك؟ وهل يجب قطع علاقتي به نهائيا، أم أخبره بأنني سوف أتزوج أولا؟ وهل يجب علي الانتظار ورفض الشخص الثاني؟
انصحوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
أما بخصوص ما تفضلت به؛ فنقول لك: عليك الموافقة على الخاطب قولا واحدا، فالشاب الأول هو شاب لا تعرفينه، وقد جر التعارف على الإنترنت من المشاكل ما الله به عليم، بل كم وقعت بعض الأخوات الصالحات صرعى أمام ذئاب بشرية ولم يكن يتوقعن أن يكون ذلك!
أختنا الكريمة: لا يخفاك أن هذا التواصل بينك وبين هذا الشاب أمر لا يجوز شرعا، ولو تقدم لك وكان يريد الزواج لنصحناك بالتريث وعدم القبول، فأكثر من تزوجن بهذه الطريقة اكتشفت بعد الزواج أن الرجل يشك فيها ويراقبها، ويقول لها بلسان الحال: ما دمت تكلمت معي فمن المؤكد أنك تتكلمين مع غيري، وتحولت حياة أكثرهم إلي ما يشبه الجحيم.
إننا ننصحك -أختنا- بما يلي :
أولا: تغيير رقم هاتفك وإيميلك الشخصي مع مسح كل ما تتواصلين به مع هذا الشاب.
ثانيا: التوبة النصوح إلى الله عز وجل من هذه المعصية ونسأل الله أن يعفو عنك.
ثالثا: عدم التحدث في هذا الأمر مع أي إنسان مهما كان، احذري -أختنا- أن تبثي هذا الأمر لأحد، وخاصة زوجك، احذري أن يسألك عن حياتك السابقة حلوها ومرها فتخبريه بهذا الأمر، هذا خطأ فادح تقع فيه بعض الأخوات للأسف الشديد، الأصل -أختنا- أن الله سترك، ولا يجب عليك أن تهتكي ستر الله بأن تفضحي نفسك.
رابعا: إذا كان الرجل الخاطب المتقدم صاحب دين وخلق فاستشيري الناس جيدا، ثم استخيري الله، ثم توكلي على الله واقبلي.
خامسا: بالنسبة أختنا للقسم؛ فلا حرج عليك في العدول عنه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حلفت على يمين ورأيت غيرها خيرا منها، فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (والله إني إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرا منها، إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير)، والكفارة أختنا: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجزت عن ذلك كله فصيام ثلاثة أيام.
سادسا: نريدك أن تصرفي عنك خطوات الشيطان، فالحديث عن ظلمك إياه ومثل هذا الكلام هو من استدراج الشيطان لك فلا تلتفتي إليه.
نسأل الله أن يوفقك وأن يعينك وأن يثبتك على طاعة الله وأن يرزقك الزوج الصالح. والله الموفق.