السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توفي والدي منذ بضعة أيام، وقد كان لا ينفق علينا أنا وأمي، ولا يهتم بنا، وكأنه غير موجود، وفي يوم الثلاثاء توفي بشكل مفاجئ وهو يسير في الشارع، وحينما علمنا بموته سامحناه أنا وأمي، وبدأنا في الدعاءله وإخراج الصدقات الجارية.
ليلة الأمس حلمت بوالدي وهو جالس علي سريره في ضوء خافت جدا، وهاتفي النقال كان بجواره، وينشر ضوءا كبيرا، ظل أبي جالسا بجوار هذا النور وممسكا بمفك يحاول فك شيء ما لا أعرف ما هو، فقلت له: لماذا لا تشعل نورك يا أبي؟ هل تعرف أنك بذلك ستفسد كل شيء؟
قال: نعم، فقلت له: لماذا تفعل هذا؟ فقال: والله لا أعلم، وكان يبدو عليه الحزن والندم، ولم ينظر إلى وجهي، وظل يحاول فك هذا الشيء، فتركت هاتفي عنده وذهبت إلى أمي، وكانت تغسل الأواني في المطبخ، فقلت لها: لن أنام بجوار أبي مرة أخرى، فقالت: اطلبي أن يعفوا الله عنه ويسامحه.
أريد معرفة تفسير الحلم، وما أفضل الصدقات الجارية؟
وشكرا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kmy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
خيرا رأيت وخيرا يكون، بداية: رحم الله أباك وعفا عنه وعن جميع موتى المسلمين.
فما رأيت من هذه الرؤيا يدعوك للمسامحة والعفو، فأبوك عفا الله عنه، كان يفعل أمورا في الدنيا، وكان لا يقصد بها الضرر، وكان يتصرف غير قاصد لهذا الضرر، هذه الرسالة الأولى في هذه الرؤيا.
والرسالة الثانية: أن نوره لا يكفي فهو خافت، وكان في الدنيا قادر على زيادة نوره ولكنه لم يفعل لنوع من الكسل والتقصير في أفعال البر.
والرسالة الثالثة: أنك من توصلين له هذا النور بدعائك له، واستغفارك، وفعل الخير له، وأنه سينتفع بذلك، فالموبايل الخاص بك رمز لصلتك له بعد موته، ونوره الكبير أفعالك الحسنة التي ستصل لأبيك.
والرسالة الرابعة: طول عمرك على طاعة الله وكثرة الخيرات التي ستصله منك.
وأفضل الصدقات: دعاؤك له وطاعتك لربك فأنت في ميزان أبيك، والصدقات الجارية: سقيا الماء، وغرس الأشجار المثمرة، وبرك بأهل أبيك وصلة رحمه، والصدقة عنه، والحج والاعتمار، وقبل ذلك قضاء دينه وإنفاذ وصيته.
عفا الله عنه وكتب لك أجر بره وبر والدتك وجعلك من الصالحات المصلحات.