السؤال
السلام عليكم
ما الحل الأمثل لصرف وساوس الشيطان وإصلاح القلوب؟
أرجو سرعة الرد، ولكم الشكر.
السلام عليكم
ما الحل الأمثل لصرف وساوس الشيطان وإصلاح القلوب؟
أرجو سرعة الرد، ولكم الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس من الشرور التي أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه أن يستعيذوا بالله من شرها ومن شر مصدرها، فقال تعالى: {من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.
والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله –تعالى- بذكر أو غيره؛ لا بد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، وكلما أراد العبد توجها إلى الله –تعالى- بقلبه، جاءت من الوسواس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق؛ كلما أراد العبد أن يسير إلى الله –تعالى-، أراد قطع الطريق عليه.
وأما من قعد عن السير إلى الله، فماذا يفعل الشيطان به؟! فهو من أعوانه؛ ولهذا قيل لابن عباس -رضي الله عنهما-: إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها، فقال: "وما يصنع الشيطان بالقلب الخرب؟!"
وإن من أعظم ما يعصم من الوسواس: الالتجاء إلى الله، والاحتماء به –سبحانه-، والاستعاذة بالله من الوسواس ومصدره، قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}.
ومن أهم وسائل علاج الوسواس: امتلاء القلب من محبة الله، والتفكر في كثرة نعمه وعطائه، ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ اﻟﻤﺤﺐ اﻟﺼﺎﺩﻕ ﻓﺮاﻏﺎ ﻟﻮﺳﻮاﺱ يشغله عن محبوبه.
ومما يعينك –أيضا- على الوسواس وطرده عن نفسك ما يلي:
1- الدعاء، مع حسن الظن بالله أنه لا محالة كافيك ومنجيك، واللجوء إليه، وكثرة التضرع في صرف البلاء عن نفسك.
2- أن تنتهي عن الفكرة، وتقطع الاسترسال فيما يوسوس لك به، فإن عرض لك في شيء، فقل: هل يمكن أن أقسم؟ كأن يقول لك لم تفعل كذا، فقل لنفسك: هل تقسمين بالله أنك لم تفعلي؟ فإن لم تقسم، فلا تصغ له، فاليقين ما أقسمت عليه.
3- زيادة الإيمان بالعمل الصالح: كقيام الليل، والصيام، وتلاوة القرآن، وملازمة الذكر مع مواطأة القلب للسان، خاصة التهليل والأذكار الحافظة.
4- حسن التوكل على الله، وامتلاء القلب من محبته، قال تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون}.
5- الإخلاص في القول والعمل، وإرادة وجه الله، قال تعالى: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}.
6- تحقيق العبودية، قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}.
7- البعد عن العزلة، وأكثر من مجالسة الصالحين، "فالذئب يأكل من الغنم القاصية".
فرج الله كربك، وصرف عنك كل سوء، ووقاك شر نفسك وشيطانك.