السؤال
السلام عليكم
باختصار شديد، أنا فتاة أبلغ 19 من العمر، طولي 164، ووزني 45، أعاني من رهاب اجتماعي شديد، والسبب في ذلك نحافتي.
عانيت الكثير من الرهاب الاجتماعي، ولا زلت أعاني منه، وأثر على حياتي سلبا من ناحية العلاقات الاجتماعية والحضور في المناسبات حتى أن صوتي خافت جدا، ولا توجد أنوثة إن صح التعبير في صوتي مثل الفتيات الأخريات.
أحس أني مختلفة عن من هم في سني كثيرا، أظن أن صوتي له علاقة بالرهاب الذي أعاني منه، وبالثقة بالنفس المنعدمة لدي أليس كذلك؟
حاولت مرارا أن أعالج نفسي بنفسي، وأن أتحدى نفسي وأحضر المناسبات وأتحدث مع الناس في الشارع، نجحت مرارا، ولكني لا أستمر؛ لأني أحس داخليا أني أصلا لا أستحق الاهتمام من الغير ما دمت نحيفة، أنا غير راضية عن شكلي، وعندما بحثت في السبب تذكرت المواقف الكثيرة المحطمة التي تعرضت لها في طفولتي، وفي بداية مراهقتي، والسبب نحافتي، وأنا بطبيعتي فتاة حساسة جدا لدرجة لا تتصور.
كي لا أطيل عليكم قررت أن أتبع برنامجا غذائيا معينا، وأن أتناول فاتح الشهية انتينوريكس antinorex، وحبوب تفرانيل tofranil
أود أن أستفسر إن كان هناك أي ضرر في الجمع بين هدين الاثنين؟ حسب علمي لا ينبغي الخلط بين انتينوريكس وبين أي مضادات اكتئاب، ولكني لست متأكدة.
أرجو طمأنتي بالإضافة إلى أني أود أن أستفسر عن الوزن المناسب لطولي، علما أن محيط معصمي 14 سنتم.
أنتظر جوابكم بفارغ الصبر، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كاترين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوزن المناسب لطولك يساوي ما فوق المائة من الطول، وهو 64، وهناك معادلة تسمى معدل كتلة الجسم، ويمكن حسابها من خلال قسمة الوزن بالكجم على مربع الطول بالمتر، وبالنسبة لحالتك فإن معدل كتلة جسمك تساوي 16.7، وهو معدل نحافة شديدة، والمعدل الطبيعي يتراوح ما بين 19 الى 25، وقد يحتاج جسمك إلى زيادة ما بين 15 إلى 20 كجم لضبط الوزن، ولعلاج باقي المشاكل التي تعانين منها، ومن بينها اضطراب الدورة وتساقط الشعر، وجفاف البشرة، والهزال، والضعف العام.
وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها مثل المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، وبالتالي يتحسن الوزن -إن شاء الله- ويمكنك تناول مقويات للدم للتغلب على حالة الضعف العام، وعدم التركيز وسوف تتحسن حالتك الصحية -إن شاء الله-.
ومن السهل زيادة الوزن عن طريق تناول التمر والعسل، والمعجنات، والمكسرات، والبروتين الحيواني، ولكن يجب الاهتمام بالتغذية الجيدة، وتقوية العظام عن طريق أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة قياس معروفة في الصيدليات مرة واحدة، ويتبع ذلك أخذ كبسولة فيتامين (د) كل أسبوع لمدة شهرين، مع أقراص كالسيوم 600 مج مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغني عن الحليب ومنتجات الألبان يوميا، والبعد النهائي عن المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة؛ لأنها تؤثر على العظام، مع ممارسة الرياضة حتى تحصلي على لياقة بدنية عالية.
والخميرة تحتوي على فيتامين ب المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية وتحسن الهضم وزيادة الوزن إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة مع الزبادي، وحتى العصائر مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، وسوف يجيبك الدكتور محمد عبد العليم الاستشاري النفسي عن بقية تساؤلاتك.
وفقك الله لما فيه الخير.
++++++++++++++++++++
في بداية رسالتي هذه أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأنقل لك بشارة كبيرة، وهي أن الرهاب الاجتماعي يمكن أن يعالج، ويعالج بصورة فاعلة، والمهم هو التأكيد والتأكد من أن الذي تعانين منه بالفعل هو رهاب اجتماعي.
أنا أرى أنه بالفعل لديك بعض مؤشرات الرهاب، لكن أيضا لديك تقييم سلبي لذاتك، هذا أمر يجب أيضا أن تتخلصي منه وتقيمي ذاتك التقييم الصحيح، وافهمي ذاتك، ولا تحقريها، وفي ذات الوقت تسعين لتطويرها، هذا أمر مهم جدا، أنت في بدايات سن الشباب، أمامك فرصة عظيمة جدا أن تتخطي كل الصعاب.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: اجعلي لحياتك معنى، يجب أن تكون هنالك برامج واضحة فيما يتعلق بالتعليم، فيما يتعلق باكتساب المهارات الاجتماعية، الالتزام بالدين، بر الوالدين، ترتيب الوقت وتنظيمه، الاهتمام بالتغذية... هذا كله يدفعك دفعا نفسيا إيجابيا.
ولا بد أن تكون لك برامج ثابتة للتفاعل الاجتماعي، برامج ملزمة، إذا ما زلت في مراحل الدراسة يجب أن تكوني في الصفوف الأولى دائما، ويجب أن تشاركي، ويجب أن يكون لك أيضا حضور ووجود وسط زميلاتك الطالبات، إن لم تكوني في الدراسة أو حتى إن كنت في الدراسة يجب أن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن من أجل التفاعل الاجتماعي الصحيح، وتعلم القرآن الكريم، ومعرفة الآخرين من الفاضلات من النساء، هذا يدعمك تدعيما إيجابيا كبيرا.
ولا بد أن يكون لك حضور مهم داخل أسرتك، كوني أنت صاحبة الفكر، صاحبة المقترحات، تسعين لتطوير الأسرة، كوني دائما حريصة على بر والديك، هذا هو العلاج - أيتها الفاضلة الكريمة -.
وتوجد أيضا تمارين استرخائية، تمارين رياضية، تمثل إضافات إيجابية جدا للصحة النفسية والجسدية للإنسان، فاحرصي عليها.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فإنه مطلوب في حالتك، وسوف يفيدك كثيرا، الـ (تفرانيل Tofranil) ليس الدواء الأفضل، في حالتك عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) هو الدواء الأحسن الذي يعالج الرهاب الاجتماعي، يحسن شهيتك نحو الطعام، ويزيد -إن شاء الله تعالى- من وزنك، فقابلي طبيبك، وشاوريه في موضوع استبدال التفرانيل بالـ (ديروكسات Deroxat)، والذي يسمى (باروكستين Paroxetine)، والأفضل لك هو الديروكسات CR، الجرعة هي 12,5 مليجراما يوميا، تتناولينها لمدة شهر، يفضل تناولها بعد الأكل، بعد ذلك اجعلي الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا، وهي الجرعة العلاجية التي يجب أن تتناوليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى 12,5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12,5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنا لا أقول أن التفرانيل دواء سيء، لكن حين نقارنه بالديروكسات قطعا هناك فرق شاسع بين الدواءين.
أيتها الفاضلة الكريمة: النوم المبكر يساعد على زيادة الوزن، ويساعد على فتح الشهية للطعام.
أفادك الأخ الدكتور عطية إبراهيم حول الجوانب الصحية والعضوية في حالتك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وزنك المثالي تقريبا يكون في حدود 58 كيلو.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.