ما هي الوسائل التي تعينني على الخشوع في الصلاة؟

0 222

السؤال

السلام عليكم

أريد منكم الإجابة على هذا السؤال، أنا أؤدي الصلاة كحركات بدون خشوع، أريد أن أعرف كيف أزيد من خشوعي في الصلاة وأتقرب إلى الله أكثر؟ فأنا يؤلمني ذلك، مع أني أحاول ولكن لا أستطيع لأنني عندما أبدأ في الصلاة يكون ذهني مشغولا بأشياء أخرى.

شكرا لكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

سؤالك هذا هو مبدأ الخير -إن شاء الله تعالى- وبداية الطريق الصحيح نحو أداء صلاة خاشعة، تجنين ثمرتها -بإذن الله تعالى-، فشعور المصلي بأنه بحاجة إلى إتقان صلاته وتساؤله عن الأسباب التي تؤدي به إلى إحضار قلبه وخشوعه في الصلاة، هذا التساؤل والبحث سيدعوه -بإذن الله تعالى- إلى الوقوف على ما يعينه على إحسان صلاته وإحضار قلبه فيها.

والخشوع – أيتها البنت الكريمة – له أسبابه، أولها: الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى- الذي علمنا أن نقول هذا الدعاء الكريم في صلاتنا {اهدنا الصراط المستقيم}، وقبله إعلان الحاجة إلى الله -سبحانه وتعالى- بالإعانة على العبادة بقولنا: {إياك نعبد وإياك نستعين}، فالمسلم بحاجة إلى أن يسأل الله تعالى بصدق أن يعينه على إحسان عبادته، وقد كان من تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة ما قاله لمعاذ: (لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) فاللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- مفتاح الخير.

ثم هناك أسباب تعين على إحضار القلب والخشوع، منها: تذكر القيام بين يدي الله، ومنها: تذكر أن الله تعالى يناجي عبده المصلي، فيرد عليه، فإذا تذكر هذا دعاه ذلك إلى حسن الأدب ما دام واقفا بين يدي الله تعالى.

ومما يعين على إحسان الصلاة والخشوع فيها: أن يتذكر الإنسان الموت وقربه، وأن صلاته التي هو فيها ربما كانت آخر صلاة يصليها في هذه الدنيا، وهذا كان من وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: (صلوا صلاة مودع).

ومن أسباب الخشوع: أن يقضي الإنسان حاجته قبل أن يدخل في الصلاة، فإذا كان له شيء يشغله ينبغي أن يقضيه قبل صلاته ما دام قضائه ممكنا، ليتفرغ قلبه للصلاة، ومن ذلك: أن يصلي الإنسان في مكان لا يشغله في صلاته شيء من نقوش على جدار أو على فراش أو على ملابس أو غير ذلك، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حين خلع الأنبجانية التي كانت عليه، الجبة كانت عليه وكانت فيها أعلام – أي خطوط – فلما انصرف من صلاته قال: (ألهتني آنفا عن صلاتي).

فهذه أهم الأسباب التي ينبغي للمصلي أن يعتني بها، ويجتهد في تحصيلها، بالإضافة إلى تدبره لما يقوله ويفعله في الصلاة من أقوال وأفعال، ففي الصلاة شغلا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-. فلو تفكر الإنسان بما فيها من الأقوال فيتدبر ما يقرأ فيها من القرآن، ويتفكر في معاني الكلمات التي تقال فيها من الأذكار، كالتسبيح وغيره، فإن في ذلك ما يشغله عن التفكر في شيء آخر.

وبالمجاهدة والصبر على استحضار هذه المعاني فإنه سيصل -بإذن الله تعالى- إلى ما يؤمله ويرجوه، فقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

وننصحك – أيتها البنت الكريمة – بأن تقرئي مطوية صغيرة متوفرة على الإنترنت للشيخ محمد المنجد – حفظه الله – عنوانها: (ثلاثة وثلاثون سببا للخشوع في الصلاة).

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات