السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا فتاة عمري (30) سنة ومخطوبة، وبعد عدة أشهر زواجي، ولكنني أعاني من الخوف والقلق والاكتئاب، أكملت السنتين وأنا على هذه الحالة، وقد زادت الحالة منذ شهر منذ وفاة أبي، لم أعرف الراحة، ومعدتي طوال الوقت تؤلمني والقولون أيضا، وبسبب الخوف صرت أعاني من وساوس الموت، ونوبات الهلع، وتكون دائما في نفس الوقت بعد منتصف الليل، تدهورت حالتي إلى الأسوأ، تزداد النبضات وتتسارع في قلبي، وأشعر بالدوخة، وعند قياس الضغط في نفس الوقت فيكون مرتفعا، وبعد أن أهدأ يعود الضغط لوضعه الطبيعي.
تعبت كثيرا وأريد العلاج المناسب فأنا مقبلة على الزواج، كيف أبدأ حياتي وأنا موسوسه وأخاف وأشعر بالتوتر، ونوبات الهلع تراودني كل يوم، وأعيش مع الاكتئاب، صرت أخاف من أي شيء تافه، عندما تمرض أمي أو إخوتي أخاف بأنهم يموتون مثلما مات أبي، صرت أفكر بالموت كثيرا، ذهبت إلى الدكتور وأخبرته ما أعاني، فوصف لي اندرال (20 ملجم) مرة وحداة، حينما أتناول العلاج تهدأ نبضات قلبي، ولكن الوسواس والخوف والاكتئاب مازالوا يسيطرون على حياتي، أفيدوني ماذا أفعل؟ فأنا أريد أن أعيش حياة طبيعية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ونحن أيضا نتمنى لك من أعماق قلوبنا، ونسأل الله تعالى أن يتم زواجك على أكمل وجه، وأن تسعد بزواجك -إن شاء الله تعالى- وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
يبدو أنك من الذين يعانون من أعراض القلق والتوتر والحساسية وحمل الهم للأشياء، وكثيرا من الشخصيات تكون لهم هذه السمات والصفات، وطبعا هم يتأثرون دائما بما يدور من حولهم، أو سريعي التأثر بما يدور في حياتهم، وللأسف الشديد حدث لك حدثان، كل منهما يزيد التوتر والقلق عند معظم الناس، الأول منهما (الزواج) وبالرغم أن الزواج لحظات سعيدة وتتمناها كل بنت، ولكن بالرغم من ذلك يكون مصدر ضغط للبنات.
المرأة تتجاذبها صراعات الزواج، الاستقرار، الأمومة، والانتقال من بيت الأسرة إلى بيت مختلف، والواجبات والمسؤوليات من جهة أخرى، ولذلك غير مستبعد أن يحدث قلقا وتوترا دائما كلما اقترب موعد الزواج، ولست وحدك في هذا الشيء.
ثانيا: دائما تتطلع البنت إلى الزواج ووقوف أهلها بجانبها، ولكن للأسف توفى والدك العزيز قبل زواجك بفترة، والآن الحزن صار حزان، حزن على فقد والدك، وحزن على أن والدك لن يشاركك في هذه الفرحة والأيام الجميلة.
لذلك الآن ما تمرين به من خوف من الموت وقلق هو ردة فعل لما ذكرته في السابق، -بإذن الله تعالى- سوف تجتازين هذه الأشياء، لأن هذه هي طبيعة الحياة، ولكن عليك التخفيف منها، كيف؟
• أكثري من الاتصال بصديقاتك والحديث معهم، الذين ترتاحين إليهم.
• إذا كانت هناك قريبة في مثل عمرك وظروفها تسمح لها بأن تأتي وتقضي معك بعض الوقت، فهذا يكون أفضل.
• حاولي أن تقومي ببعض التمارين التي تؤدي إلى الاسترخاء، التمارين البسيطة في المنزل، أو إذا كان في استطاعتك الذهاب إلى أماكن متخصصة لعمل المساج، فهذا يؤدي إلى الاسترخاء النفسي.
• لا تنسي -يا بنتي- الالتجاء إلى الله بقلب صادق، وحافظي على صلاتك، داومي عليها، اذكري الله كثيرا، وعليك بدعاء الله أن يوفقك، فهذا يجلب الطمأنينة والراحة والسكينة.
أسأل الله العلي القدير أن يتم لك هذا الزواج، وأن يسبل عليك نعم الراحة والطمأنينة.
أنا لا أرى أنك تحتاجين إلى دواء أكثر من (إندرال Inderal)، وما ذكرته قد يكون مفيدا مع الاستمرار في تناول الإندرال، الذي يخفف من الأعراض الجسدية للتوتر النفسي مثل خفقان القلب وهلم جرا.
وفقك الله وسددك خطاك.