السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، ومنذ 6 أشهر بدأت ألاحظ تساقط شعري بشكل لافت، وهذا التساقط بدأ يرتفع رويدا رويدا مع الأيام، حتى صار شعري من الفروة إلى المقدمة خفيفا، الأمر الذي جعلني أترك الشعر المتبقي ينمو كي يغطي على هذا التخفيف.
منذ أسبوعين ذهبت إلى طبيب مختص في الأمراض الجلدية والشعر، وفحص شعري، ثم أعطاني وصفة دوائية، حيث طلب مني أن أستعمل رشاش (neoxidil solution2) مرة في الصباح، ومرة في المساء عن طريق رش فروة شعري ومقدمته وتدليكها جيدا، ودواء (PHYTOCQPILL GEL)، وطلب أن أشرب حبتين في اليوم، وشامبو للشعر اسمه (BIOTIM SHAMPOING REVITALISANT)، وأن أستعمل هذه الوصفة على الأقل لمدة 3 أشهر، وأخبرني أنه في الأسابيع الأولى سيتساقط شعري بشكل أكثر من المعتاد، لكن ذلك سيتوقف مع مرور الوقت، ثم طلب مني أن أعد له فحصا بخصوص NFS; GLYCEMIE; FER SERIQUE ; FERRITINE.
لكن في الحقيقة لم أبدأ في تطبيق تعليمات الطبيب خاصة بعد إخباره لي بتساقط شعري أكثر عند بداية العلاج إذ أخشى ألا يعود للنمو مجددا.
والأهم من ذلك أردت أن أستفسر سيادتكم عن هذه الأدوية التي وصفها لي الطبيب، خاصة أنني سمعت من البعض أنها تعيد نمو الشعر، لكن عند التوقف عن استعمالها يعود للتساقط من جديد، فأرجو إفادتي في هذا الأمر.
جزاكم الله كل خير، وأعتذر عن الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
دورة حياة الشعر تكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.
ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.
أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية لفحص الشعر، وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أي مشكلات أو أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ولا يتساقط الشعر بشكل أكثر عند البدء في العلاج، ولكن التساقط يستمر حتى إذا استخدمت العلاجات المذكورة بدون التوصل وعلاج السبب الذي أدى للتساقط، ولا مانع في ذلك الإطار من استخدام تلك العلاجات الموصوفة لك مع تحديد سبب التساقط وعلاجه، ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي, والذي لا يكون في العادة مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن.
ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الـ Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، ومن الممكن أن يصاب الشخص بنوعي التساقط معا، وأتصور أن ذلك هو ما تعاني منه.
بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل، وذلك هو العلاج الذي ذكرته في سؤالك، ولكن لا بد أن تستعملة بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة؛ لأن تطور الصلع الوراثي مستمر والتساقط بعد التوقف عن العلاج يكون لهذا السبب في الغالب وليس بسبب العلاج المستخدم، واستخدام العلاج لفترة طويلة لمدة سنة على الأقل يساعد كي لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، أو تتطور إلى الأسوأ، ولذلك يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للرجال 5% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكد من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.