منذ طفولتي أعاني من ظلم أبي وكرهه له!

0 226

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، حالتي صعبة، أنا مقهورة من كره والدي وسوء معاملته لي، وتفضيل إخوتي علي، مشكلة والدي أنه يكره البنات، وعندما كانت أمي حاملا بي كان يعنفها ويجبرها أن تجهضني، وكان يضربها مرارا على بطنها لكي أقع، لكن مشيئة الله أبت.

آسفة، ولكن ياليتني مت حينها وكنت نسيا منسيا، لأنني منذ طفولتي وأنا أعاني من ظلمه إلى يومنا هذا، فهو لا يتكلم معي، فأنا لا أنكر أنه يقوم بجميع واجباتي لأنه ميسور، والله أحس أنني عار عليه رغم أني عفيفة ولم يمسسني بشر قط، والأكثر من ذلك أخوتي في أغلب الأوقات يقولون لي: أنت تعيشين معنا رغما عنا، أبي يكرهك ولا يحبك، مع العلم أنني متفوقة في دراستي، وحاصلة على 3 شهادات تقديرية.

أرجوكم ساعدوني أصبحت أدعو الله دائما أن يعوضني بزوج صالح عاجل غير آجل يخلصني من هذا القهر، ولكن دون جدوى، رغم أني والحمد لله على قدر من الجمال وآخذ دائما بالأسباب.

آسفة على الإطالة، فما يزال لدي الكثير من الآلام لا يعلمها الله، ساعدوني أرجوكم، وكيف يستجيب لي الله الدعاء فإني مضطرة؟ ولا تنسوني من خالص دعائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ثناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحقوق الوالدين كبيرة وعظيمة ومهما عمل الولد تجاههما فلن يوفيهما حقهما، فالله تعالى قد قرن عبادته بالإحسان إليهما فقال: (وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، فأخرجي من رأسك قضية أن أباك يكرهك، فأنت بضعة منه وهو يحبك ولا شك، فلو كان يكرهك لما قام بجميع واجباته نحوك كما ذكرت، ولولا الأنثى لما أتى الأبناء، ولما تزوج الرجال، فأخشى أن الشيطان يريد أن يفرق بينك وبين والدك ويبغضك به، وعليك أن تقتربي من والدك أكثر، وتقومي بخدمته، وتوددي إليه بالكلام.

وأعيني والدتك في أعمال المنزل، وستجدين أن والدك يقترب منك ويظهر لك حبه ووده واحترامه، وأكثري من التضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة وفي أوقات الإجابة أن يلين قلب والدك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا، ووثقي صلتك بالله تعالى بالأعمال الصالحة من صلاة، وصوم، وتلاوة للقرآن الكريم، ولا تصغي لكلام إخوانك ولا تتأثري به، والأيام ستثبت لك أن والدك يحبك ويقدرك، ولعله ندم على أفعاله حين كانت أمك حاملة بك، فاجعلي ما مضى في خبر كان، ولا تستجري الماضي في حياتك فيسبب لك ألما وحسرة وكرها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات