السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير.
أعاني منذ الصغر من خجل زائد، لكنه أصبح أخف من مراحل الصغر، وأشعر بارتباك وتردد، مع التفكير الزائد في بعض الأحيان، مع قلة تركيز وفرط نشاط، حتى أني لم أتمكن من تكميل تحصيلي الدراسي، وأعاني من قلق يزعجني كثيرا، ويشتد في بعض الأوقات مع توتر وعصبية وقلة تركيز.
ذهبت لطبيب نفسي، ووصف لي دواء الموتفال، حبة صباحا ومساء، مع اليكسوتان، وآخذه عند الضرورة.
علما أني أعاني من القولون العصبي، والحساسية النفسية بشكل عام، آخذ الأدوية منذ شهرين، ولم أشعر بتحسن ملحوظ، فماذا أفعل؟ وما العلاج الأنسب لحالتي؟ وهل هذه الأعراض وراثية؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع.
سؤالك - أخي الكريم - واضح جدا، وعموما أنا أؤكد لك أنني قد أدركته، وشخصته -إن شاء الله تعالى- وتمعنت فيه كثيرا.
الذي أراه - أيها الفاضل الكريم - أن الخجل الزائد والانطوائية التي نتجت عنه في أيام الطفولة واليفاعة أصبحت الآن تظهر في شكل قلق المخاوف، فأعراض القولون العصبي (Irritable Bowel) والتردد والارتباك، هذا كله دليل على وجود درجة من قلق المخاوف، وهذا الأمر - يا أخي الكريم - شائع جدا جدا، لا أريدك أن تحتضنه، لا أريدك أن تجعله ينكد على حياتك، فالتجاهل مطلوب جدا في هذه المواقف، والتواصل الاجتماعي والإكثار منه أيضا وجدناه أمرا مفيدا جدا لعلاج مثل هذه الأعراض.
الرياضة دائما ننصح بها للذين هم مثلك؛ لأن الرياضة تعالج وتعالج بشكل فعال جدا.
أن تعبر عن ذاتك، ألا تكتم ما بداخلك، حتى مشاعر الفرح يجب أن تعبر عنها، ليس فقط مشاعر الانقباض والتوتر، التفريغ النفسي نعتبره علاجا مهما جدا.
طور نفسك - أخي الكريم - فيما يتعلق بمجالك المهني، فالتطوير المهني يساعد الإنسان لأن يرتقي بصحته النفسية.
برك لوالديك يأتيك بخير كثير، مصداقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه).
الحرص على صلاة الجماعة يحطم تماما فكرة الخوف الاجتماعي، فاحرص على ذلك، وعلم نفسك - أيها الفاضل الكريم - المهارات الاجتماعية البسيطة والمعروفة، مثلا حين تسلم على أحد التزم بآداب الإسلام في هذا السياق، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، لا تفوت أي مناسبة اجتماعية، أفراحا كانت أو أتراحا إلا وتحضرها.
نحن - الحمد لله تعالى - بيئتنا الإسلامية فيها الكثير من الأنشطة والعادات الحميدة والجيدة، التي إن طبقناها لن نحتاج للأدوية لنعالج قلقنا الاجتماعي وكذلك مخاوفنا.
بالنسبة للدواء: الـ (موتيفال Motival) والـ (لوكستان Loccitane) لا بأس بهما، لكن اللوكستان قد يسهل التعود عليه، والموتيفال لا يعالج الخجل والمخاوف، لكنه يعالج القلق.
هنالك دواء رائع جدا سوف يساعدك واسمه (سيرترالين Sertraline) أحد مسمياته التجارية (زولفت Zoloft) ويسمى تجاريا كذلك (لسترال Lustral)، وربما تجده تحت مسميات أخرى، خاصة إذا كنت تعيش في سوريا.
الجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) تتناولها ليلا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا - أي خمسين مليجراما - لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلا - أي مائة مليجرام - تستمر على هذه الجرعة العلاجية الصحيحة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجوك أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وتتناول الدواء بالصورة المطلوبة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بكل هذا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.