السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالب جامعي، أدرس كلية طب في السنة الثانية ولله الحمد، أقيم مع أختي بمصر، ويقيم أهلي في السعودية بحكم ظروف العمل.
مشكلتي أني أشعر بالضيق والحزن لبعدي عن أهلي، وفي أحد الأيام من دون مقدمات حصلت لي مجموعة أعراض لم أعتد عليها.
أحسست بزيادة كبيرة في نبضات القلب، وأتنفس بسرعة، مع خدر في الأطراف والأنف، وصعوبة في البلع، كل هذا مترافق مع إحساس رهيب بالخوف، وأني سأموت الآن.
تكرر هذا الأمر 3 مرات، آخرها منذ أسبوع، تغيرت حياتي، وأصبحت أشعر بخوف وقلق وتوتر مستمرين، وتأتيني دائما هواجس أني سأموت في أي لحظة، وكلما أكلت أحس بأني سأتقيأ وقد أتقيأ، وأحس بخفقان في قلبي، يزيدني توترا وقلقا، وأشعر بضيق في التنفس.
صرت أخاف من ذهابي للكلية، أو ركوبي للمواصلات، ولم أعد أحس بطعم الحياة، ودائما أفكر بالموت، وأنا حافظ للقرآن -ولله الحمد- ولكن هذه الأفكار قد أرهقتني جدا، فماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما حصل لك هو نوبة هلع، ونوبة الهلع تتميز بالأعراض التي وصفتها أنت وصفا دقيقا: زيادة في ضربات القلب، توتر، وضيق، وهلع شديد من أن الشخص يموت، أو أنه سيغمى عليه، أو سيصاب بنوبة قلبية، أو سوف يفقد عقله.
هذا الإحساس يكون إحساسا شديدا بأن إحدى هذه الأشياء ستحصل، وتمتد هذه النوبة عادة عشر دقائق، خمس عشرة دقيقة، إلى نصف ساعة، ونادرا ما تزيد عن ساعة إلى ساعتين، وتختفي بعدها، ويصير الشخص طبيعيا، ولكن قد تتكرر أكثر من مرة في الأسبوع، أو مرة كل أسبوع، وهذا ما حصل لك.
إذا تكررت الآن أصبحت تعاني من اضطراب الهلع، وماذا يحصل بين النوبات؟ خوف شديد من حدوثها، ودائما الشخص يحاول يخاف من أنها قد تحصل في أماكن لا يجد فيها المساعدة، مثلا خارج المنزل خاصة، في المواصلات، أو في مكان العمل، وهذا يؤدي إلى رهاب الساحة، وغالبا اضطراب الهلع يكون مصاحبا برهاب الساحة، وهذا ما حصل لك.
وأنت أيضا تدرس في كلية الطب، وكلية الطب عادة معروفة أنها من الكليات التي يكون فيها ضغط نفسي شديد نسبة لازدحام المناهج، ونسبة لزيادة ساعات الدراسة، وبعدك عن أهلك أيضا في السعودية عامل ضغط آخر.
ابني الكريم: هذه الاضطراب مقدور عليه ويمكن علاجه بالحبوب، هناك دواء يعرف بـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجراما، ابدأ بنصف حبة –أي خمسة مليجراما– قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وإن شاء الله تعالى بعد أسبوعين يبدأ مفعول هذا الدواء، وخلال شهر ونصف أو شهرين تزول هذه الأعراض تماما، وتكون عاديا، وتمارس حياتك بصورة طبيعية، ولكن ننصحك بالاستمرار في تناول هذا العلاج لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر حتى لا ترجع الحالة، وتختفي تماما.
وفقك الله وسددك خطاك.