عندما أستيقظ من النوم أشعر بارتفاع ملحوظ في نبضات القلب، فما السبب؟

0 373

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكركم على جهودكم العظيمة، جزاكم الله عنا خير الجزاء.

أنا طالب جامعي، أبلغ من العمر (١٩) سنة. ومشكلتي أني عندما أستيقظ من النوم أشعر بارتفاع ملحوظ في نبضات القلب، مع زيادة في معدل التنفس (لكن بعد فترة من الاستيقاظ تزول هذه الأعراض) وفقدان للشهية، وقد أتقيأ إذا أكلت، لكن يزول بعد الاستيقاظ بفترة، ويحدث هذا منذ أسبوعين تقريبا، علما بأني في الفترة الماضية كنت أعاني من أعراض تشمل زيادة في نبضات القلب ومعدل التنفس، وخدر شديد في الأنف والأطراف مصاحبة بقلق شديد، وخوف، وهواجس بالموت، وغير ذلك، وتستمر حوالي نصف ساعة، وتكررت (٣) مرات.

فما سبب أعراض ما بعد النوم؟ وهل لها علاج؟ وهل لما حدث سابقا سبب في ذلك؟ وهل الأعراض المصاحبة بالقلق والتفكير بالموت هي ما تسمى نوبة الهلع؟ وإذا كانت كذلك فما العمل أو العلاج؛ لتجنب وقوعها مجددا؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخفقان أو زيادة نبض القلب مع ضيق التنفس، مع تكرار تلك النوبات لمدد تصل إلى نصف ساعة، حالة مرضية تسمى الهلع، أو (panic disorder) وهي حالة من الخوف، وضيق التنفس، والخوف الشديد من الموت، وهي حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، وهذه التجربة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية، وهو هرمون (السيروتينين).

ويصاحب ذلك الشعور خفقان كبير على مستوى القلب، ورغبة في التقيؤ، وإحساس شديد بالحرارة أو البرودة التي تكتسح الجسم، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروها سوف يلحق به.

ونوبات الهلع هذه تتعلق -أولا، وأساسا- بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها، أو إحباط يعيشه الشخص، والضغوط النفسية المتعلقة بغياب الأسرة، ولذلك -وكما ذكرت- فإن العلاج المعرفي من خلال معرفة طبيعة المرض، ومتابعة الحالة مع استشاري نفسي، مع التفكير الإيجابي الذي يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، مع تناول أقراص (Prozac 20 mg) لمدة لا تقل عن (6 )شهور؛ للتخفيف من حدة نوبات الهلع، وعلاجها تماما، أو تناول (cipralex 10 mg) لنفس المدة. مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات