السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
من فضلكم أريد الرد.
كنت أسأل أحد المشايخ عن الحسد، وهل يمكن أن يضرني في عملي وفي حياتي؟ فقال لي إنه ممكن أن يأتي إلى منزلي ويرقيني أنا وزوجتي لعله يكون خيرا ويزيح عنا الحسد.
ولكنه في إحدى المرات قال لي بأن زوجتي هي المحسودة وليس أنا، وأن هذا الحسد أصابني أنا بطريق غير مباشر، وأن زوجتي محسودة في الرحم، فهل هذا فعلا يمكن أن يحدث؟
علما بأننا متزوجان منذ 7 سنوات، وذهبنا للأطباء، وفعلنا كل ما طلبوا منا فعله.
فهل ألجأ لهذا الشيخ وأطلب منه الرقية الشرعية ومحاولة إزالة الحسد عنا أم لا؟
أرجو الرد لأنني في حيرة من أمري.
جعلكم الله سبحانه وتعالى عونا لنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرقاة الشرعيون كثر، ومناهجهم أكثر، وتشخيصاتهم أكثر وأكثر، وكل التشخيصات ظنية وليس فيها قطعي، وكثير ممن يشخصون يخطئون، وبعضهم يصيب، وما ذكر لك من التشخيص الخاطئ.
فالحسد أو اﻟﻌﻴﻦ كما عرفه الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ﻧﻈﺮ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﺤﺴﺪ ﻣﻦ ﺧﺒﻴﺚ اﻟﻄﺒﻊ، ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﺭ ﻣﻨﻪ ﺿﺮﺭ.
قال ابن العربي: اﻟﺤﻖ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﺎﺋﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﻪ ﺇﺫا ﺷﺎء ﻣﺎ ﺷﺎء ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺃﻭ ﻫﻠﻜﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺑﺎﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
فنقول: أين المقدمة لتحصل النتيجة؟ فكيف يحدث الحسد لزوجتك؟ وعلى أي شيء؟ وما هو الذي استحسنه الحاسد في زوجتك؟ قد يقع حسد لرحم امرأة أنجبت كثيرا أو أنجبت نجيبا أو جميلا. وزوجتك لم تنجب ولم تحمل أصلا، فكيف يستحسن رحمها حتى تحسد؟
عليك –أخي- برقية زوجتك بالفاتحة وآية الكرسي والمعوذات والأذكار الواردة، وعليكم بكثرة الدعاء والتضرع، والله لا يخيب راجيه ولا سائله.
يسر الله لكم ما ينفعكم في الدنيا والآخرة، ورزقكم الذرية الصالحة.