طلبت الطلاق؛ لأن زوجي يكذب ويقامر بالمال.. هل قراري صائب؟

0 344

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا جزيلا على هذا الموقع.

أنا متزوجة منذ خمس سنوات، وعندي بنتان، تزوجت زوجي وهو كريم وحنون، ويساعدني في أعمال البيت، هكذا كان وما زالت هذه الصفات.

في يوم من الأيام اكتشفت أن زوجي قامر بكل الفلوس التي عندنا، تعرف على صاحب له، مع العلم أنه نصحه ألا يقرب القمار، ولما أسأله يقول: -الحمد لله- نحن في تقدم مادي جيد، فأفرح، وبعد أشهر جاءت البيت رسالة من البنك تقول إنه لا يوجد فلوس، فراقبته ووجدت أنه يلعب البوكر، طلبت منه الطلاق، وبعد تدخل الأهل صبرت على أساس أنه لن يعيد الكرة.

بدأت أراقب كل شيء عنده، مرت ستة أشهر، وعرفت أنه قدم على بطاقة حساب دون علمي، وقامر بمبلغ بسيط، وصبرت ونهيته كثيرا، وبعد مرور أشهر، وفي هذه الأيام اتصل به البنك، ، كما أنه غير مكان عمله دون أن يقول لي، وعندما أسأله يوهمني أنه في عمله القديم.

البارحة جاءت ورقة من البنك أن عليه دينا -1150$ لم أقل له شيئا، وعندما جاء الليل سألته كم عندنا، قال: كذا وكذا -كذبا-، وأضطر في كل مرة يضيع الفلوس أن أفك ضيقته، هذه التصرفات ظهرت بعد مجيئنا لأمريكا منذ سنة، ومع ذلك يحلف كذبا، طلبت منه الطلاق، لكنه لا يريد، هل أكون ظلمته؟ وأقول له لو حتى أتيت بمليون دولار فهو حرام، هل ترضى تأكل بناتك الحرام؟ لكن دون جدوى، ماذا أفعل؟!

ابنتاي متعلقتان به، وخصوصا ذات 3 سنوات، والصغرى سنة، حتى الصلاة دائما أذكره بها.

تعبت من المراقبة، وعندما يقول كلمة أفكر ألف مرة، هل كلامه صدق أم كذب؟
أرجوكم انصحوني، هل قراري بطلب الطلاق صائب؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاح زوجك والأطفال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

الطلاق ليس حلا مع وجود البنيات، ولا ننصح بمفارقة رجل كريم يساعدك في المنزل، ويحب أطفاله، والطلاق لا يفرح به سوى عدونا الشيطان، فاتقي الله واصبري واحتسبي وتوجهي إلى من بيده قلوب الناس يصرفها، واسأليه هداية زوجك، وأن يبعده عن أصدقاء السوء، واقتربي أنت من زوجك، واهتمي به واشغليه بالخير قبل أن يشغلكم بغيره، واجتهدي في عزله عن أصدقاء السوء، ولو بالتدرج.

ونكرر دعوتنا لك بعدم الاستعجال للفراق، واجعلي همك هدايته، وتذكري بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو زوجك وأبا عيالك، ولا شك أن لعب القمار من كبائر الذنوب، وهو سبب للمحق والسوء، وثقي بأن وجودك معه مما يعينه على القرب من الله، والتقليل من الشر.

أما إذا حصل الطلاق فسوف تتوسع أمامه دوائر الشر، وسوف ينفرد به الأشرار، فلا تتركيه لهم، وغيري طريقة تعاملك معه ولاطفيه، وأوقفي التنبيش والتجسس عليه والتفتيش، واجعلي همك إصلاحه وهدايته لتربحي بذلك الدنيا والآخرة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتشرف بالمتابعة معكم، ونتمنى أن تصلنا تفصيلات عن طفولته وقيامة بوظائفه وتعامله مع من حوله؛ لأن الوقوف على تلك الأشياء؛ مما يساعدنا على وضع خطة وبرنامج لدعوته.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، ونكرر لك الشكر.

مواد ذات صلة

الاستشارات