هل أكمل الدراسات العليا وعمري الآن 52 عاما؟

0 209

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيكم.
لدي رغبة بالعلم الشرعي، فقد درست في كلية الشريعة منتسبا، وتخرجت -ولله الحمد- هذا العام، وتقديري جيد جدا، وعمري الآن 52 عاما، وعندي أسرة ومسؤوليات، فهل ترون أنه من المناسب أن أدرس الماجستير وأنا في هذا السن؟

حيث إن الدراسة لابد لها من الانتظام، وليست انتسابا، وما أفضل التخصصات الشرعية التي تناسبني؟ حيث البرامج المتاحة: القرآن وعلومه، السنة، العقيدة، مذاهب معاصرة، أصول الفقه، الفقه.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: جزاك الله خيرا على طلبك العلم، وحرصك عليه يدل على خير أنت فيه، ولا يخفاك أن طلب العلم لا سن له، وأنه فرض على من يقدر عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، بل إن طلب العلم دليل خيرية الله للعبد كما قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).

ذلك أن طلب العلم عبادة بل أفضل العبادة فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع) [أخرجه الحاكم (1/93) واللفظ له، وقال الذهبي: (1/93) على شرطهما، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن].

وهو أفضل ما يخلفه العبد بعد موته -أطال الله عمرك على طاعته- كما قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له

ثانيا: بالنسبة لدراسة الماجستير هو أمر طيب لكنه ليس واجبا، وأنت أدرى بظروف بيتك وأهلك، لكنك إن استطعت الجمع بينهما فخير، وإن لم تستطع وكان الماجستير رغبة عندك، أو دافعا للتعلم, فيمكنك أخذ الماجستير في بعض الجامعات التي تعتمد على الدراسة من بعد، وهي كثيرة ومتواجدة على الانترنت.

ثالثا: من يحدد التخصص هو أنت -أخي الحبيب- بالنظر إلى ما تجيده، وما تحبه، وما لك دربة فيه، ويمكنك الاستعانة ببعض من درس مثلك.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات