كيف أتعامل مع شاب يمازح البنات الصغيرات وأخشى أن يستغلهن؟

0 321

السؤال

السلام عليكم

أرى شابا بعمر 17 سنة، دئما يمازح الأطفال الإناث، كل يوم، ولا أعلم ماذا يقول لهن حين يمازحن؟ وهن يتعلقن به ويمازحنه كل يوم، وكل فترة ألاحظ أنه يمزح مع بنات جددا، حتى بدأ يمزح مع بنات جاري الصغار.

هذا المزاح يكون في الشارع ليس في مكان خفي، لكن ما يدريني أنه لا يستدرجهن إلى مكان ويستغلهن جنسيا؟!

أنا أسمع عن قصص استغلال الأطفال، قررت أن أخبر أحد آباء البنات الصغار، وأخبره أنه يحاول أن يستغل بنته جنسيا، وتراجعت في اللحظة الأخيرة، حتى لا تكبر المشكلة.

كلما أخبر شخصا يقول هن أطفال، لا أعرف هل أنا أرى بمنطق آخر أم أن الناس لا يقدرون المشكلة؟! ولا أعرف هل مزاحه معهن لأجل الاستغلال أم أني أبالغ في الموضوع؟! أرجو الإفادة عن تحليل الشخصية، وماذا يعني المزاح مع الأطفال (البنات) وبكثرة؟

أرجو التفصيل في ذلك قدر الممكن، وكيف أتعامل مع مشكلة هذا الشخص الذي يعامل البنات بمزاح؟ ولماذا أنا أهتم بأمر البنات الصغار وأراقب كل من يتكلم معهن، وأشك أن الناس يفكرون باستغلالهن جنسيا؟

وصل الأمر إلى أني أمر على بعض المحلات ولا أشتري؛ وإنما لأجل أن أرى هل لديه طفلة يستغلها جنسيا؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يصون الأعراض، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأن يحفظ الأطفال، ويهدي الشباب والنساء والرجال.

كنا نتمنى أن نعرف أعمار البنيات المذكورات، ونوعية المزاح الذي يحدث بينه وبينهن، وما هو شعور أهالي البنات؟ وأين يجد البنات الصغيرات؟ وهل لاحظت ما يريب أو يدعو للتوقف؟ لا شك أن السلامة لا يعدلها شيء، والحذر مطلوب عند التعامل مع الأطفال عموما، وخاصة البنات، فجاذبية الأطفال قوية، وجمالهم طافح، وبراءتهم كبيرة، وهم لا يتحفظون أو يحاذرون عند اللعب والتعلق بالكبار، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

المزاح قد يبدأ ببراءة، لكن النهايات غير مضمونة، ورغم كل ما سبق إلا أنه ليس لنا أن نسيء الظن بأحد، ونشكر لك هذا الحرص ونتمنى أن تأخذ القضية حجمها المناسب، دون إفراط أو تفريط، وكون المزاح في العلن فإن ذلك مما يخفف، ومع ذلك فنتمنى أن لا يتخذ الشاب المذكور الأمر عادة، كما أن المزاح مع الأطفال لا تؤمن عواقبه، فكيف إذا كان مع الإناث، والأنثى غالبا ما تشتهى، كما أن كثرة المزاح تذهب الهيبة، وقد تجرئ الأطفال على من يمزح معهم وعلى الكبار.

أما مسألة لماذا الأطفال؟ ولماذا البنات؟ فإن من ليس عنده بنات يشتاق إلى البنات، ومن ليس له أولاد قد يشتاق للأولاد.

أما بالنسبة لخوفك الزائد وشكوكك الكثيرة، فقد يكون السبب فيها هو كثرة سماعك للحوادث، ومواقف التحرش بالأطفال التي بدأت تتمدد وتزداد، وربما يكون السبب قراءتك الكثيرة أو سماعك عن التجاوزات الحاصلة، ونحن بحاجة إلى توعية الجميع.

أهل الأطفال ينبغي أن يهتموا بأطفالهم، ويوفروا لهم العطف والحب والاهتمام، حتى لا يتسولوا العواطف، وعليهم أن ينتبهوا لملابس الأطفال، وينتبهوا لمن حولهم، ويعلموهم صيانة عوراتهم، وينبغي تحصينهم بالأذكار.

أما بالنسبة للشاب المذكور فنتمنى أن يجد من ينصحه بلطف، لأن الشيء إذا زاد عن حده يوشك أن ينقلب إلى ضده، ونتمنى أن يكون كل ذلك برفق وهدوء، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يحفظنا جميعا وأن يحفظ الأعراض، ويصلح الأحوال ويصلح الأجيال، وأن يعيننا على حسن التربية لأبنائنا وبناتنا، وأن يسعدنا بطاعته وبتطبيق أحكام شرعه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات