محتارة بين ابن عمي الذي أعتبره أخاً أو زميل الدراسة الذي أحبه؟

0 204

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة أدرس في جامعة مختلطة، ولكنني -الحمد لله- ملتزمة بديني، وأغض بصري، وأحاول أن لا أختلط بالشباب، محتارة جدا ولا أدري لمن أشكو، لكنني أرجو منكم الإجابة على استفساراتي بشكل منفصل:

السؤال الأول: في حال تقدم لي شاب ملتزم ومتدين ويحبني جدا، وهو ابن عمي وابن خالتي في الوقت نفسه، ولكنني لا أحبه أبدا، ولا أستطيع التفكير فيه إلا كأخ لي ليس زوجا، كما أنني أخشى من الأمراض الوراثية بسبب زواج الأقارب، هل أقبل طلبه وأكره نفسي على ما لا أحبه بسبب شعوري بالذنب والشفقة عليه؟

السؤال الثاني: في حال تقدم لي ابن عمي (الذي وصفته في السؤال الأول)، وتقدم لي في نفس الوقت شاب آخر ملتزم جدا ومتدين ويحبني وأحبه، علما أن شيئا لم يحدث بيننا أبدا فيما لا يرضي الله، لأن كلانا ملتزم بدينه، فهل اتبع قلبي وأقبل الشاب الذي أحبه وأرفض ابن عمي؟

مع العلم أنهم زملائي في التخصص، وهما أصدقاء، وزواجي من أحدهم سوف يجرح الآخر.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي فيك روح الالتزام، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك على الدوام، وأن يقدم لك الخير ويحقق لك الآمال.

لا شك أن مشوار الحياة طويل، والطريق لا يخلو من الأتراح والأفراح، ولا صمود إلا للبيوت التي تقوم على الإيمان والتقوى والرضا والقبول والطواعية لله واتباع الرسول، ونحن لا ننصح بالمجاملة في مسألة الزواج، وليس عيبا في الشاب أن ترفضه فتاة، كما أنه ليس عيبا في الفتاة أن يتركها الشاب، والتلاقي إنما يكون بالأرواح، وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ونحن لا ننصح بالاستعجال في القبول أو الرفض، ونتمنى أن تكون قراراتك مدروسة، فللقريب إيجابيات، كما أن في زواج البعيد تقوية للروابط وتوسيع لدوائر العلاقات، ولا خوف من الزواج من الأقارب إلا إذا تكررت الزواجات بينهم عبر السنوات من خلال الأجداد والجدات لأجيال وأجيال، ولا حرج في الرفض إذا أحسنتم الاعتذار، فمن حق الشاب أو الفتاة الرفض، ولكن ليس من حقنا الإساءة، ونتمنى أن تتفهم كل الأطراف هذه الأمور ليبقى الاحترام، وتبقى صلة الرحم، ونحن ننتظر من شبابنا المتعلم أن يتفهم تلك الأمور.

وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونتشرف بمساعدتك، ونوصيك بوضع إيجابيات من يتقدم إليك في كفة، وضعي إلى جوارها السلبيات، ثم انظري إلى كافة الزوايا، واتخذي قرارك في هدوء وثقة، وإذا لم تتضح لك الأمور فسارعي إلى صلاة الاستخارة؛ فإن فيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير.

وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات