ضعف الرغبة والخوف من الفشل في الزواج

0 312

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى

دكتور أحمد محمود عبد الباري:
أنا أشكرك جزيل الشكر على هذه الإجابات التي أجبت على استشاراتي السابقة، ولا أستطيع التعبير عن شكري لك ولكل القائمين على هذا الموقع الأكثر من الرائع.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2298371).
دكتور: اليوم عند الاستيقاظ من النوم لاحظت قضيبي منتصبا، ودام الانتصاب حوالي أكثر من نصف ساعة، ولكنه ليس قويا، ولاحظت أيضا وجود عروق رفيعة حمراء على جلد القضيب، وتكون بارزة عند الانتصاب، هل هذا طبيعي أم يجب زيارة الطبيب؟ وهل لها علاقة مباشرة بالتهاب المجاري التناسلية؟ وهل تختفي بعد الإقلاع عن العادة السرية لأني لي الآن أسبوع من الإقلاع عنها؟

دكتور: أنا مدمر نفسيا؛ لأني عانيت منذ (6) أشهر من غياب الرغبة الجنسية والانتصاب، وأريد الصراحة، هل سأسترجع رغبتي الجنسية والانتصاب، وأستطيع الزواج؟ فأنا خائف من الفشل، خصوصا عندما أسمع أن هناك أشخاصا لم يتزوجوا بسبب ضعفهم الجنسي، علما أن طبيب المسالك البولية قال لي بعد الفحص: ابحث عن زوجة.

دكتور: أريد أن يطرح سؤالي هذا على طبيب نفسي يكون في هذا الموقع.

وأخيرا، تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام، وحفظكم الله جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ houssam حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يجب أن يكون الانتصاب الصباحي قويا، فمجرد وجوده كاف للتأكد من عدم وجود مرض عضوي. ومن الطبيعي وجود أوردة على القضيب، فهذا ليس مرضا، ولا علاقة له بالاستمناء، ولا ضرر منه، ولا علاقة لها بالتهابات المسالك البولية، ومن الطبيعي أن تنتفخ مع الانتصاب.

وكما أخبرتك من قبل، فإن وجود الانتصاب الصباحي، وكون الدوبلر على القضيب طبيعيا يدل على عدم وجود مرض عضوي، وأنك قادر على الزواج والأداء الجنسي بكفاءة، ولكن القدرة الجنسية تعتمد على عدة عوامل مهمة، ألا وهي عضو ذكري سليم، وهرمونات طبيعية، وحالة نفسية مواتية. وأي اضطراب في أحد هذه العوامل يؤدي إلى الضعف الجنسي، وبالتالي تأكدنا من أن القضيب سليم بوجود الانتصاب الصباحي والدوبلر على القضيب, وبقي عمل تحليل هرمون الذكورة المسئول عن الرغبة الجنسية.

إذا تأكدت أن الهرمون طبيعي، فلن يتبقى سوى المشاكل النفسية؛ لأن الانتصاب لن يحدث لو وجد أي قلق، ولا يكون الانتصاب طبيعيا إلا لو كان كل التركيز منصبا على الرغبة في المتعة, وأي منغصات أو مشاكل تطرأ على هذه الرغبة تؤدي إلى ضعف الانتصاب على حسب قدر الاستغراق في التفكير فيها أو القلق منها، فإذا كان هذا القلق يؤثر عليك بدرجة كبيرة، فلابد من زيارة طبيب نفسي.

وللاحتياط يمكنك تناول قرص فياجرا (50) ملجم قبل العلاقة بساعة ليلة الزواج؛ حتى تطمئن للأداء الجنسي، وبعد ذلك يمكنك الممارسة دون علاج.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++
أشكرك -أخي- على ثقتك في استشارات إسلام ويب، وجزاك الله خيرا على تقبلك وملاحظاتك الإيجابية على الاسترشاد والإجابة التي أفادك بها الأخ الدكتور أحمد محمود عبد الباري، وها هو الآن يزود بالمزيد من النصائح التي أسأل الله تعالى أن تفيدك.

أما من الناحية النفسية -أيها الفاضل الكريم-، فيعرف أن الإنسان الذي ينصب تفكيره حول أدائه الجنسي ويكون مشغولا بوظائفه الجنسية تحدث له انعكاسات نفسية سلبية؛ لأن أمر الجنس والذكورية والصحة الإنجابية هي أمور حساسة، وفي مجتمعنا العربي -بكل أسف- هنالك الكثير من المغالطات والمبالغات والمعلومات المشوهة حول هذا الموضوع.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا تخف من الفشل، ولا تجعل نفسك في موقف الشخص المتسلط من ناحية الرقابة على موضوع الانتصاب، هذا الأمر يلعب الدور النفسي فيه جزءا كبيرا جدا، ويعرف أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يتعلق بالمقدرات الجنسية عند الرجل، وهذا الأمر يجب أن يترك ليكون أمرا طبيعيا وغريزيا وفطريا.

أن يجرب الإنسان في نفسه، أن يؤول، أن يوسوس حول مقدراته الجنسية أو موضوع الانتصاب، هذا في حد ذاته يؤدي إلى الكثير من الفشل الفكري والفعلي فيما يتعلق بالمعاشرة الجنسية بالنسبة للمتزوجين.

فاطمئن، وأنا متأكد أن الدكتور أحمد سوف يطمئنك كثيرا، وليس هنالك داع لأن تكون متذمرا نفسيا، انطلق في الحياة، أخرج نفسك من نطاق أن تحصر تفكيرك وتصبه حول موضوع الجنس والانتصاب، انطلق في الحياة، إذا كنت تعمل اجتهد في محيط عملك، إذا كنت تدرس اسع لأن تكون من المتميزين، تواصل اجتماعيا، مارس الرياضة، اجعل لنفسك أهدافا حياتية، وضع الخطط والبرامج التي توصلك إلى أهدافك وغاياتك.

أيها الفاضل الكريم: نصيحة الطبيب بأن تتزوج نصيحة طيبة، ونصيحة مقبولة جدا، بل هي نصيحة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) ومن وجهة نظري اسع في ذلك؛ لأن الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، والزواج سنة (فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وأنا متأكد أن الكثير من انشغالاتك ووساوسك حول الجنس وموضوع العادة السرية وممارستها، هذا كله -إن شاء الله تعالى- ينتهي ويختفي تماما عند الزواج الحلال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات