تعرضت لحملة مغرضة أفقدتني الثقة بنفسي.. كيف أتعامل مع هذه الحملة؟

0 261

السؤال

السلام عليكم

محدثكم شخص فقير -لا حول ولا قوة إلا بالله- أنعم الله عليه منذ الصغر، بالعديد من النعم التي لا تحصى، ولم يتح لمن هم في عمره الوصول إليها، فقد يسر الله لي الكثير، وكلما بلغت مرحلة عمرية كلما كان لي إنجاز في مدينتي، بحمد الله.

بعد وصولي لمرحلة الشباب صرت معلوم الاسم داخل مدينتي وبلدي، ومر بلدي بظروف صعبة جرت فيها متغيرات كثيرة، فصار لي شأن بين الناس، رغم حداثة عمري التي لم تتجاوز عشرين ربيعا ، ومع مر السنين، وما حملته الأيام من أحداث عظام انقسم حولها الناس، التف حولي كثيرون، ومن ثم تركوني، ولم أكن أبالي ما دمت أمضي في الطريق وفق معتقد لم يتبدل.

بعد أعوام عديدة، تعرضت لحملة مستمرة ومتواصلة لمدة عامين متواصلين، جل ما جاء فيها الكذب والافتراء، حتى صرت مذموما بين الناس، ابتداء من الأقارب وانتهاء بأهل بلدي.

أنا حاليا في قمة الاحباط حينما أخرج في سيارتي أشعر بأن مدينتي الواسعة قد ضاقت علي، وأنه لا مكان لي بين قومي، ورغم هذا لا زلت مصرا على ما أنا مؤمن به، وماض عليه، لكني ما عادت لدي ثقة في نفسي، فما السبيل لأن أستعيدها؟ والتعامل مع هذا الظرف الذي نغص حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال كلامك في استشارتك ذكرت أن الله قد أنعم عليك بنعم كثيرة، وأنه صارت لك مكانة اجتماعية بين الناس، ولا زلت في سن صغيرة، ولذلك حسدك الناس، وكادوا لك كيدا كبيرا حتى نفروا الناس من حولك، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (فإن كل ذي نعمة محسود)، فلا تبالي بانفضاض الناس من حولك، ولا بتنكر من حولك طالما وأنت على الحق وقائم على دين الله، ولك في أنبياء الله أسوة حسنة، فكم ضايقهم أعداؤهم، وكم نفروا الناس من حولهم بالأكاذيب الملفقة، وكم اتهموهم ورموهم بما هم منه براء، ومع هذا صبروا على قومهم واستمروا في دعوتهم، فمنهم من اتبعه الرجل والرجلان، ومنهم من اتبعه الرهط، ومنهم من لم يتبعه أحد، فهي إذن سنة الله، وليس الأمر بجديد، فلا تضيق على نفسك، ولا تنهزم، ولا تجعل الدنيا تضيق عليك مع سعتها.

نصيحتي لك ألا تترك ما كنت تعمله من الخير، ولا تبالي بالناس، ولا تشعرهم بأنك انهزمت، بل يجب عليك أن تكون مصرا على مواصلة ما بدأته، وإن وجدت شيئا من الصدود، وإني أؤكد عليك أن الله سينصرك، ولو بعد حين.

أذكرك بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم حين آذاه قومه في مكة، فخرج هائما على وجهه، فلم يفق إلا في قرن الثعالب، ولما خرج إلى الطائف بعد أن صده قومه وكذبوه رماه سفهاء الطائف ومجانينهم حتى أدموا قدمه الشريفة -عليه الصلاة والسلام- وأخرجه قومه من مكة، وهي أحب البقاع إلى قلبه، ومع هذا لم يثنه كل ذلك عن الدعوة إلى الله، وفي النهاية كان النصر حليفه.

من جملة الحلول التي ينصح بها هنا الانتقال إلى منطقة أخرى، فلعلك تجد مكانا خصبا، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تعالى، والمحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل، وعليك بملازمة الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهما من أسباب تفريج الكروب والهموم كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له اجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك).

مع التضرع لله تعالى بالدعاء وأنت ساجد، وفي أوقات الإجابة أن يفرج الله همك، ويكشف غمك، وكن على يقين بأن الله سيستجيب لك، فالله قد أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة، فقال: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ).

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات