السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة مقبلة على الزواج، وأعاني من وجود الشعر الزائد في جسمي كله، وهذا يسبب لي إحراجا، خاصة بعد الزواج، حيث إنه ينبت خلال فترة قصيرة وبكثرة، وأخشى أن أفقد ثقتي في نفسي بسبب هذا الشعر، كما أخشى أن ينتبه زوجي لذلك، وأيضا لا أرغب في إقامة العلاقة الزوجية في الأيام الأولى من الزواج؛ لأنني خجولة، فماذا أفعل؟
وبخصوص الشعر الزائد: هل تناول دواء منع الحمل يحد من المشكلة، ويعمل على تقليل الشعر؟ وما هو الدواء المناسب لذلك؟ وما هي الجرعة والمدة المناسبة؟
علما بأنني أجريت تحليلا لهرمون الذكورة والغدة الكظرية، وكانت النسب طبيعية -والحمد لله-، وأيضا الدورة الشهرية منتظمة، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم مشاعرك -يا ابنتي-، لكن وبما أنك تقولين بأن الشعر عندك معمم في كل مناطق الجسم، وبما أن الهرمونات طبيعية، والدورة الشهرية منتظمة، فهنا يمكن القول بأن الحالة عندك هي عبارة عن حالة وراثية، أي أن هذه الصفة موجود ة في شجرة عائلتك، والوراثة قد تكون من جهة الأم (الأم، الجدة من الأم، الخالات)، أو من جهه الأب (الجدة من الأب، والعمات)، وقد تكون من الأجيال السابقة لهما أيضا.
وفي مثل هذه الحالات أي التي يكون سببها الوراثة؛ فإن حبوب منع الحمل لن تفيد في تخفيفها، لأن حبوب منع الحمل تفيد في الحالات التي تكون ناتجة عن ارتفاع هرمون الذكورة فقط، مثل تكيس المبايض، وفيها يكون توزع الشعر بنمط ذكوري مميز، فمثلا يظهر في منطقة الذقن أو الشارب، أو أعلى الصدر، أو بين الفخذين.
لذلك وبكل وضوح أقول لك: لا أنصحك بتناول حبوب منع الحمل، لأنها لن تفيد في مثل حالتك، لكن يمكنك التخفيف من الأعباء المادية للعلاج بالليزر، باللجوء إلى الليزر في إزالة الشعر من المناطق غير المألوفة للنساء، بحيث يتبقى في جسمك الشعر الطبيعي والمعتاد وجوده عند كل النساء، وهذا يمكنك إزالته بالوسائل المعتادة التي تستخدمها كل النساء , والأفضل لمن كانت مقبلة على الزواج مثلك أن تلجأ إلى استخدام طريقة الحلاوة, على الأقل في الفترة الأولى, لأن هذه الطريقة تعطي نتائج قد تدوم لمدة شهر أو أكثر, وبالتالي فإن حدث تأخير في العلاقة الزوجية الأولى لبضعة أيام, فلن تضطري حينها إلى تكرار إزالة الشعر ثانية.
بقي أن أقول لك: بأنك لست الوحيدة التي تعانين من هذه المشكلة، بل إن مشكلتك هي مشكلة شائعة جدا بين النساء، والكثيرات منهن متزوجات، وهن زوجات سعيدات وأمهات فاضلات، فلا تضخمي الأمر، ولا تنظري إليه على أنه عقبة، فليس هنالك أي إنسان سواء كان رجلا أو امرأة يمتلك الكمال، وتذكري دائما بأن الإنسان جوهر وليس مظهرا.
نبارك زواجك مقدما، ونسأل الله -عز وجل- أن يكتب لك فيه كل الخير.