السؤال
السلام عليكم.
أنا لي أخت في الله، وهي تعمل في دولة اليمن، وهي محجبة وترتدي العباءة، ولكن في اليمن يرتدي النساء النقاب، ومن لم تفعل ذلك فهي تدعو إلى الرذيلة! أي أن أختي هذه إذا كانت تسير في الشارع، تتوقف العديد من السيارات تدعوها لتركب فيها!
فما كان من أختي هذه إلا أنها خلعت العباءة واكتفت (بالإيشارب)، وارتدت البنطلون؛ لأن ذلك معناه في اليمن هذه واحدة أجنبية، وبعد ذلك لم يتعرض لها أحد بسوء؛ لأنها أجنبية، ماذا تفعل هي غير ذلك؟ مع العلم أن أختي هذه فعلا أجنبية عن اليمن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن أختك في الله خير الجزاء، وأن يثبتك وإياها على الحق، وأن يجعلك عونا لها على طاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأعتقد أنك معي في أن المطلوب من الإنسان أن يسارع في الخيرات، ويحرص على الطاعات، ويحرص على التزود من الطاعات أكثر وأكثر كلما تقدم به السن؛ لأن الأعمال بالخواتيم، والدعاء المعروف (اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك)، فهل يعقل أن تكون الأخت فعلا ملتزمة، وتحب الله ورسوله، وتتعمد مخالفة شرعه والتشبه بضعاف الإيمان؟! لماذا لم تحاول أن تكون كاملة في زيها وهيئتها حتى تكون أهلا لرضوان الله؟ كنت أتمنى أن تخبريها بأن الزي الكامل هو ما يحبه الله ورسوله، وأنه الأولى والأجدر بإنسانة مثلها، خاصة وأنها كانت قريبة من ذلك.
أختي الكريمة: الإسلام لا يعرف لا يمن ولا شام ولا مصر، فهو لا حدود له، والأصل في المسلم أن يدور مع الإسلام حيث دار، وكان المنطقي جدا من أخت ملتزمة أن تكون أكثر التزاما، خاصة وأن المجتمع الذي تعيش فيه يساعد على ذلك، أما الإيشارب والبنطلون بالنسبة لهم فهي ملابس المرأة المتبرجة التي لا خلاق لها، ولا تستحق هذا الشرف، لذا أود أن تتكرمي بنصحها بخلع هذه الملابس التي ليست هي حجاب أصلا، وأن تعود إلى لبس عباءتها، وتستر بقية بدنها، فذلك الأولى والأجدر بإنسانة ملتزمة مثلها، وهذا الأمر ليس بالصعب عليها؛ لأنها كانت قريبة من ذلك، وأكرر ما سبق، خاصة وأن المجتمع هناك يساعد على ذلك؛ لأن المفروض فينا أن نتزود من الالتزام مع مرور الزمن لا أن نتراجع إلى الوراء، وهذا هو الأوفق لحال المسلم الصادق الذي يريد أن يختم الله له بخاتمة خير، وأن يموت على عمل صالح؛ لأن ثوب المرأة كلما كان أكثر تطبيقا ومطابقة للسنة كان أعون لصاحبته على طاعة الله، والحرص على رضاه، فانصحيها، وحاولي تشجيعها، وبشريها بما أعد الله للحريصات على مرضاته الموافقات لشرعه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، ولها بالهداية التامة والقبول الحسن.
والله الموفق.