جارتنا تسبب في حرماني ممن أحب، وأفكر في الانتقام، فهل هذا صواب؟

0 305

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة عمري 22 سنة، أرغب في الانتقام من جارتنا وبأي ثمن، فهذه الإنسانة تسببت في حزني وهمي وكربي، وبسببها أعيش في ظلام وبؤس.

كنت أحب شابا، وأدعو الله أن يجعله من نصيبي، كنت أحبه جدا منذ كان طالبا بإحدى المدارس العليا للهندسة، والآن وبعد أن تخرج أصبح مهندسا رسميا، فازداد هوسي به، لدرجة أتخيل نفسي زوجته، وكان يكن لي الإعجاب، فتقدم لخطبتي، وكدت أجن من الفرح لأنني سأصبح زوجة مهندس.

لم أكن أعلم أن جارتنا ستكيد لي، وتدمرني، حيث حذرت والد الشاب من أنني أعاشر الكثير من الشباب، وأنني عاقة، وأنها تسمع صوتي وأنا أصرخ بألفاظ قبيحة، بحكم أنها قريبة من نافذتنا، وأنا أقسم برب العباد أنني بريئة من هذه التهم، ولم يمسني بشر قط، ولا أقول أي كلام فاحش، وأبر والداي -والحمد لله-، بل غارت لأن بناتها لم يتزوجن بعد.

منذ أسبوعين اتصل بي ذاك الشاب يعتذر، ويقول أنه لا يستطيع عصيان والديه، وأنه يتمنى لي الخير، وأن يرزقني الله خيرا منه، في تلك اللحظة انتهت الحياة بالنسبة لي، أصبحت منهارة رغم أن والدي يحاولان دائما أن يقولا لي كلاما متفائلا، فتفكيري منصب في كيفية الانتقام ممن كان السبب، وإن تقدم أحد لبناتها سأفعل ما فعلت بي، لكي أذيقها من نفس الكأس، لن أرتاح حتى أنتقم، فما رأيكم؟ فالإسلام يحثنا أن نعامل بمثل ما عوملنا به، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل قبل الإقدام على الأفعال، وثقي بأن ربك عدل شديد المحال، وفوضي الأمر إليه، واشتغلي بطاعته، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحقق في طاعته الآمال.

نقدر صعوبة الموقف، ولكننا نذكرك بأن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، واعلمي أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، فلا تتعبي نفسك بحمل هم العداوات، ولا تغيري أخلاقك إذا ساءت أخلاق الناس، واعلمي أن العفو وترك الانتقام ما هو إلا رفع منزلة عند الله، وإذا كانت الحقائق قد وصلت إلى الشاب، فعسى الله أن يحدث بعد ذلك أمرا، وربما كان الخير في الذي حصل، ولو كشف الحجاب ما تمنى أهل المصائب إلا ما حصل لهم، فأعلني رضاك بقضاء الله وقدره، واستمعي لتوجيهات والديك فهم الأخبر والأعلم والأصوب، والبركة كلها في بر الوالدين وإرضاءهم، فكيف إذا كان مطلبهم من الشرع الحنيف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي إنه لن يضيع حق، وويل ثم ويل لمن تعتدي وتظلم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ونسأل الله أن يهيء لك من هو أفضل، أو يرده إليك إن كان في ذلك الخير لك وله، واطمئني فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وتذكري أن قلبه وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وتعوذي بالله من شيطان يدفعك للانتقام، وإذا فعلت فإنك تنزلين لدرجتها، فحافظي على سمو أخلاقك، وواظبي على طاعاتك وأذكارك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات