السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في البداية أشكر كل القائمين على هذا الموقع المتميز، ودمتم بخير ونجاح.
أنا فتاة أبلغ من عمري 22 عاما, ترعرعت في عائلة مثقفة وناجحة وعرفت بمنطقتي، مشكلتي أنني أصغر أفراد هذه العائلة، لا أشعر بالسعادة فيها، دائما ينظرون لي بأنني طفلة لا أفقه شيئا، وليس في كلامي أي أهمية، ولا أحد يود سماع رأيي أو شكواي.
في البداية كنت أتناسى هذا الشعور وأغض البصر عن نظرتهم لي، انشغلت في دراستي الجامعية، ولكنني اليوم تخرجت وجلست في البيت، في بداية تخرجي كان الخطاب يتوافدون إلى البيت، وكنت أرفض بحجة انتظار الأفضل، صرت الآن دون زوج أو عمل، فازدادت تعاستي في البيت.
كل شيء بات صعبا ولا أستطيع التعايش مع هذا الوضع لفترة طويلة، فأنا أعيش على الهامش ولا فائدة مني، لا أحد يود سماعي، لا أحد يسألني عن أحلامي وطموحي، حتى أبي لا يطيق التحدث معي، الأولوية لعمله وأبنائه الكبار، يتحدث معهم ويستمع لحديثهم، أصبحت أبتعد وأجلس في غرفتي فهي متنفسي الوحيد، دائما أصلي وأدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح ليخلصني من هذه التعاسة والحزن، أشعر بأنني منبوذة ولا أملك أي هدف يمكنني تحقيقه في هذا البيت الذي يقتل أحلامي.
أرجو إفادتي ونصحي وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noura حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ردا على استشارتك أقول:
- لا تعط نفسك الرسائل السلبية، فلست منبوذة، ولست على الهامش أو لا فائدة منك، بل أنت عضو له مكانته في البيت، ولكن الوالد أحيانا قد يهتم ببعض الأولاد لكونه يرى أنهم أحق بتوجيهاته مع كونه يحبك ويحب لك الخير.
- أعيني والدتك على أعمال المنزل واقتربي منها ومن والدك أكثر، وقدمي الخدمات للجميع تكسبي ودهم وقلوبهم، ولا تكوني انطوائية وافرضي نفسك ووجودك في البيت من خلال تقديم الخدمة والابتسامة والمزحة الخفيفة في الوقت المناسب لذلك، وأوجدي لنفسك في البيت لمسات وبصمات تجعل الجميع ينظر إليها ويتفاجأ بحسنها ويتساءل عن من فعلها.
- توددي أكثر لوالديك في البيت، واهتمي بمظهر الوالد، وأحسني توديعه واستقباله في حال عودته من العمل، وأرسلي له الرسائل عبر هاتفه التي تشعره بحبك له وحاجتك لاهتمامه وحنانه، وأكثري من الدعاء له، وأتمنى لو تقترحين على والدك جلسة عائلية في نهاية الأسبوع تتجاذبون فيها أطراف الحديث.
- أشعري والدتك بحاجتك لحنان والدك وشعورك بأنه منشغل عنك، وتحيني الوقت المناسب لذلك، وانتق العبارات انتقاء، واطلبي من أمك أن تشعر والدك بما تحسين، ولكن بطريقة لطيفة وبدون أن تشعره أنك من تكلم بذلك، ومن ثم تطلب منه القرب منك فستجدين -بإذن الله- حلمك يتحقق.
- انظري في أقرب إخوانك إليك واجلسي معه، وتكلمي معه على أهمية ترابط العائلة، وأهمية إشعار كل فرد من أفرادها بالأهمية والاهتمام من خلال القرب منه والتوجيه والنصح له، وخاصة من قبل الوالدين، وأنه كلما ترابط أفراد العائلة كلما كانت العائلة متحابة ومتماسكة، ومن ثم اطلبي منه أن يبث هذه المعاني في أوساط إخوانه ويشعرهم بأهمية الأمر ويطلب من كل واحد منهم أن ينشر هذه المعاني ويعمل على تثبيتها وترسيخها وتطبيقها في الواقع.
- اعرضي على إخوانك خدماتك ومساعدتك واهتمي بهم تكسبي قلوبهم ومودتهم واحتسبي الأجر عند الله تعالى.
- إن تمكنت من إقامة الجلسة العائلية فيمكنك أن تبثي أحلامك وطموحاتك وتطلبي مساعدة أفراد عائلتك.
- حافظي على أذكار اليوم والليلة وأكثري من تلاوة القرآن الكريم فذلك سيجلب لقلبك الطمأنينة يقول تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
- الزمي الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الكروب والضوائق يقول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك).
- أكثري من الأعمال الصالحة تحيين حياة طيبة فذلك وعد الله الذي لا يخلف يقول ربنا جل وعلا: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
- تضرعي لربك وأنت ساجد وفي أوقات الإجابة أن يسعدك مع أسرتك وأن يجعل أسرتك مترابطة متحابة، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك إنه سميع مجيب.
أسأل الله تعالى أن يسعدك وأن يعطيك من الخير ما تتمنين آمين.