السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني أحببت ابنة عمي، ولكني لم أستطع أن أطلبها لأني كنت طالبا ولم أنهي الخدمة العسكرية بعد، والسبب الأهم من ذلك هو وجود مشاكل قديمة بين أمها وأمي.
ما حصل بعد ذلك أنها تزوجت وأخفيت حزني، وقد جلست مع خطيبها قبل الزواج وعرفت أنه سيىء الأخلاق لأنه لم يتحدث إلا عن بطولاته أثناء ارتكابه المعاصي، وكان بوسعي أن أخبر عمي بذلك ولكن مجرد البوح بكلمة من ذلك سيكون الجواب بأن تقدم لها أنت مع علمي برفض أمي الشديد على ذلك، ولم تستطع الفتاة العيش مع هذا الرجل أكثر من شهر، وهي فتاة متدينة وتدرس القرآن للفتيات في المسجد . طلبت من أهلي خطبتها لي بعد تخرجي وإنهاء الخدمة العسكرية لأني ما زلت متعلقا بها ولكنهم رفضوا بشدة لأنها مطلقة وللخلافات السابقة وسمعت من أهلي كلاما لا يرضي أحد، والآن ما زلت متعلقا بها مع أني أدعو الله إن كتبها زوجة لي بأن ييسر زواجي منها وإلا أن يصرفها عني، ولكني رغم دعائي لا أزداد إلا تعلقا بها حيث أنام وهي بذهني وأستيقظ وهي كذلك . ماذا أفعل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفاروق حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ييسر لك أمرك، وأن يقضي حاجتك، وأن يحقق أملك، وأن يجمعك بمن تحب على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
أخي الفاروق: كم من أخطاء لغيرنا نتحمل نحن آثارها ونتيجتها، وهذا كثير في هذه الحياة، وأنت أحد هؤلاء الضحايا الذي قدر لهم أن يتحملوا نتيجة أخطاء غيرهم وسوء تصرفهم، فأوصيك ونفسي أولا: بالصبر الجميل، وثانيا: بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وثالثا: بالأخذ بالأسباب ومواصلة طرق الأبواب حتى تفتح، فإن لم يحدث انفراج في الأمر فابحث عن امرأة غيرها؛ لاحتمال أن تكون ليست من نصيبك، كما لم تكن من نصيب زوجها الأول إلا لفترة محدودة فقط، ولا توقف عجلة حياتك على ارتباطك بها، المهم أن تأخذ بالأسباب، وأن تكثر من الدعاء وطرق الأبواب؛ حتى لا تشعر بالندم بعد ذلك، فإن كانت من نصيبك فسوف تصل إليها مهما طال الزمن، وإن لم تكن كذلك فلا يمكن الوصول إليها، واحرص على ألا تعالج خطأ بخطأ آخر، بمعنى أن يزين الشيطان لك التزوج بها رغم رفض أهلك الشديد خاصة والدتك؛ لأنك بذلك ستزيد المشكلة تعقيدا.
نعم، أنا معك في أن الشرع جعل اختيار الزوجة من حقك أنت، وهذا لا خلاف فيه فعلا، ولكن نظرا لحساسية الموقف أنصح بالمعالجة بهدوء، حتى وإن طال الوقت، بدلا من تصلح أمرا على حساب أمور أخرى، خاصة رضا الوالدين، فاجتهد في إقناعهما، ولا مانع من الاستعانة ببعض المحبين لوالديك للتأثر عليهما، وفوق ذلك الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن ييسر الله لك هذا الأمر، وأن يجمعك الله بمن تحب ما دامت تستحق تلك التضحية، وإذا لم يحدث توفيق فليس أمامك إلا أن تقول: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، مع تمنياتنا لك بالتوفيق.