السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شيوخنا الأفاضل أسعدكم الله سعادة لا شقاء بعدها، سعادة في الدارين على ما تقدموه لنا.
أنا فتاة عمري 26 سنة، أحرج كثيرا من حديث جدتي عندما تقول لي: أتمنى أن أراك عروسة، والله أتمنى تحقيق أمنيتها هذه، فقرأت كثيرا في المنتديات ووجدت أن كثرة الصلاة على الرسول تيسر -بعون الله- أمر الزواج.
سؤالي: كيف يكون الإكثار من الصلاة على رسول الله؟ وهل إن أمسكت خاتما للتسبيح وقلت بيني وبين نفسي اللهم صل على محمد وآل محمد تلك هي الطريقة الصحيحة؟ وهل الصيغة المذكورة -اللهم صل على محمد وآل محمد- صحيحة؟
وفقكم الله للخير دوما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول: لا شك أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أسباب كفاية الهموم، وتفريج الكروب، والضوائق كما قال عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى ففي حديث أبي بن كعب قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (كم أجعل لك من صلاتي قال: ما شئت. قال: الثلث. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: النصف. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل قال: اجعل لك صلاتي كلها قال: (إذا يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك).
وأفضل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الصلاة الإبراهيمية كما في الصحيحين: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، ويجوز أن تكتفي بقولك: (اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد).
- من أسباب تفريج الكروب والضوائق كثرة الاستغفار كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا).
- وأفضل صيغ الاستغفار ما قال عنها النبي -عليه الصلاة والسلام- سيد الاستغفار وهي: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ومنها: (ما ثبت في السنة النبوية كقوله عليه الصلاة والسلام: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).
- عليك بالأدعية التي تقضى بها الحوائج ومنها:
أ - قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له).
ب - قوله كما في حديث عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين).
ت - قوله كما في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنت جالسا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).
- هنالك أوقات يستجاب فيها الدعاء ومنها:
- أثناء السجود لقوله عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فإنه قمن (حري) أن يستجاب لكم).
- وما بين الأذان والإقامة لما ورد في الحديث: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد)
- وفي الثلث الأخير من الليل لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح).
ولمعرفة المزيد من أوقات وأماكن استجابة الدعاء راجعي ما كتب تحت هذا الرابط: https://islamqa.info/ar/22438
ولا بد من أن يتوفر فيك شروط وأسباب استجابة الدعاء وراجعي في ذلك هذا الرابط: https://www.islamweb.net/ar/fatwa/71758
ولا بد من أن تنتفي فيك موانع استجابة الدعاء وراجعي في ذلك هذا الرابط: https://www.islamweb.net/ar/fatwa/232450
- وصيتنا لك بتوثيق الصلة بالله من خلال المحافظة على الفرائض، والإكثار من العمل الصالح، وطلب الدعاء من الوالدين، ونيل رضاهما، واحرصي أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صمام أمان للحياة الزوجية المطمئنة وهما بالنسبة للزوجين كمثل الجناحين للطائر وصاحب الدين والخلق إن أحب المرأة أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
أسأل الله تعالى أن يحقق لك ما تتمني من الخير، وأن يصرف عنك كل شر وضر آمين.