هل يؤثر ميلان أو انحراف الرحم على الحمل؟

0 371

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، أرسلت لكم استشارة سابقة رقمها: 2303105، وقد أشرتم علي بزيارة الطبيبة لإجراء الفحص الطبي، وتم ذلك، وكانت نتيجة الفحص المهبلي سليمة، ولا توجد التهابات، وأن السبب في ألم السرة هو التهاب المثانة، وصرفت لي الطبيبة مضادا حيويا وزال الألم والضغط أسفل السرة -بفضل الله-.

وبالنسبة لألم الظهر، فقد أخبرتني الطبيبة: أنه ميلان طفيف في الرحم، وعلاجه الحمل، لأنه يؤدي إلى تقويم الرحم.

سؤالي: هل يؤثر الميلان على الحمل؟ وإن كان جسمي فعلا يعاني من التحسس بسبب المادة -التي ذكرتموها لي سابقا- في السائل المنوي، فأفترض أن الإنزال في المهبل أثناء الحمل قد يضر به، فما مدى صحة ذلك؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكر لك دعاءك الجميل, ولك مثله، ومن الجيد أنك قمت بمراجعة الطبيبة، فهذا يمكننا من استبعاد بعض الحالات المرضية كالالتهابات، والألياف، والأكياس.

نعم -يا ابنتي- إن ميلان الرحم أو (انقلاب الرحم)، وهي التسمية الطبية الصحيحة لهذه الحالة، قد يسبب ألما في الظهر، لكنه ليس سببا في منع الحمل، فعند حوالي 20٪ من النساء يكون الرحم مقوبا إلى الخلف بشكل طبيعي وخلقي، -وكما قالت لك الطبيبة- فإن هذا الميلان أو الانقلاب سيتعدل تلقائيا بعد حدوث الحمل، وتمدد الرحم إلى الأعلى.

لكن النقطة الهامة التي أنبه إليها هنا دائما هي ما يلي: عندما يكون لدى السيدة ميلان أو انقلاب في الرحم، ويتأخر حدوث الحمل عندها لأكثر من سنة، على الرغم من أن الدورة عندها تكون منتظمة، والإباضة جيدة، وعلى الرغم من أن تحليل الزوج مخصب، فهنا يصبح من الضروري التأكد من أن هذا الميلان أو الانقلاب طبيعي، ولم ينتج عن التصاقات في الحوض -لا قدر الله-.

وأكثر ما يسبب هذه الالتصاقات في الحوض هو مرض (بطانة الرحم الهاجرة)، فالالتصاقات في حال وجدت، قد تعمل كالأربطة أو الحبال الرفيعة التي تشد الرحم إلى الخلف، فتجعله يبدو مقلوبا وتسبب الألم، وقد تسد الأنابيب فتأخر حدوث الحمل -لا قدر الله-، وأنا لا أقول لك هذا الكلام لكي تشعري بالخوف من الآن، لكن أنبهك إلى هذا الاحتمال الممكن فقط، وذلك كنوع من الاحتياط مستقبلا في حال تأخر حدوث الحمل لأكثر من سنة -لا قدر الله-، وفي حال استمر أو اشتد حدوث الألم، ولم يتبين تفسير مقنع لذلك.

لذلك نصيحتي لك الآن كما يلي: في حال خف الألم أو اختفى، عليك بالانتظار وإعطاء الفرصة كاملة ليحدث الحمل بشكل طبيعي، فإذا تأخر حدوث الحمل أكثر من سنة -لا قدر الله-، خاصة إذا استمر الشعور بالألم، فإن أهم خطوة يجب عملها لك هي تنظير الحوض، لنفي وجود سبب مرضي لانقلاب الرحم، ولنفي وجود الالتصاقات، وللتأكد من أن الأنابيب نافذة.

إن المقصود بحدوث تحسس لمادة (البروستاغلاندين) التي في السائل المنوي، هو أن عتبة إثارة الألم أو التقلصات في رحم السيدة لهذه المادة هي عتبة منخفضة، أي أن الرحم عندها يتأثر حتى بالكميات القليلة جدا من هذه المادة، لكن هذا التأثر لا يقلل من فرصة الحمل إطلاقا، فتأثير هذه المادة على الرحم يزول بعد ساعات قليلة، والمهم هو أن الحيوانات المنوية تدخل إلى الرحم والأنابيب، وستكون قادرة على الإلقاح لمدة 3 أيام، لكن هنا يجب تنبيه السيدة إلى أن القذف داخل المهبل خلال فترة الحمل، قد يثير الرحم، ويسبب لها الإجهاض والولادة المبكرة، وننصح باستخدام العازل الذكري خلال الحمل.

أسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات