أفشيت سر صديقتي المريضة والآن أنا نادمة، فما نصيحتكم لي؟

0 290

السؤال

السلام عليكم.

عندي استشارة وأرجو الرد عليها من ناحية الدين، أنا أعرف حالة مريضة بمرض خطير، وقاتل في بعض الحاﻻت، وفي البعض الآخر يمكن السيطرة عليه، ويكون غير معد لو كان تحت العلاج، وهذا الذي عرفته من موقعكم.

المهم الحالة قالت لي عن مرضها، وأنها لا تريد أن يعلم به أي شخص كان، وقالت: لا تخافي من المرض عندما تعلمين باسمه، ولكن هي أكدت لي أنه غير معد، ولكن هذه الشخصية كانت غير صريحة دائما، وتكذب دائما، فأنا الصراحة خفت أن أصدقها في هذا الموضوع، لأنني صدقتها في أشياء كثيرة وتبينت أنها كاذبة، فأصبحت أشك في كلامها حتى لو كان الكلام صادقا وحقيقيا، ولا أثق فيها، مع أنها منذ سنتين تقريبا تحاول التقرب إلى الله ولا تكذب؛ لأنها في الفترة الأخيرة أصيبت بعدة أمراض.

وأيضا عندما أكلمها في الهاتف أسمع أن أهلها معها وغير خائفين من العدوى، لكن أنا خائفة من زيارتها، وضميري يؤنبني لأنني منعت زميلاتي من زيارتها من غير أن أذكر لهم سبب المنع، ولكنهم في الآخر لم يستجيبوا لي، وحددوا موعدا لزيارتها، فاضطررت أن قول لهم عن المرض، مع أن واحدة منهم سألت قريبها الدكتور ونصحها بعدم الزيارة، وإذا تمت الزيارة تستحم وتغسل ملابسها بعد العودة، والآن ضميري يؤنبني لأنني أفشيت سر صديقتي التي وثقت بي، فأنا لا أعلم لماذا أفشيت السر؟ ربما لمصلحة زميلاتي وليس لمصلحتي، أنا أحبها، وأدعو لها، ولا أريد أن أتحمل ذنب أي شخص، وخائفة على نفسي وأعلم أن هذا قدر من الله، ولكن أخشى أن يعاقبني الله بمرض خطير؛ لأنني أفشيت سر صديقتي، فأنا الآن أريد أن أعرف هل علي كفارة؟ لأنه كان من المفروض علي في مثل هذه الحاﻻت أن أسكت وأترك زميلاتي أن يزرنها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Uuu حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على والسؤال، ونسأل الله أن يشفي صديقتك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لنا ولكم الخير، وأن يمنح العافية ويحقق في طاعته الآمال.

لا شيء عليك إذا كان قصدك المصلحة للجميع، ونتمنى أن تطالبي زميلاتك بالمبالغة في كتمان ما سمعن، وإن كانت كاذبة فهي التي جنت على نفسها، وإن كانت صادقة في ادعائها المرض المذكور فقد قمت بما عليك من النصح لزميلاتك، واستمري في الدعاء، واجتهدي في مساعدتها بكل ما تستطيعين، ونحن نتمنى في مثل هذه المواقف أن تتواصلي مع موقعك؛ حتى نحدد المصالح والمفاسد، لأن الحيلولة دون الزيارة من غير إفصاح عن السبب كان أولى، خاصة بعد أن ثبت اندماجها مع أهلها بالإضافة إلى كذبها في مرات وسنوات سابقة، علما بأن هناك نوعا من الكذب يحاول من يتلبس به أن يلفت الأنظار ويستدر الشفقة؛ لأن بعض الأسر لا توفر لأفرادها الحماية، والحفاوة، والاهتمام، وقد يكون ذلك لانشغال الوالدين، ولكثرة أفراد الأسرة، أو لعدم قدرة كثير من الآباء والأمهات عن التعبير لعدم علمهم بالطرق المناسبة للتعبير عن حبنا لأبنائنا وبناتنا.

وأرجو أن لا يكون عليك بأس مما حصل، ونتمنى أن تحاصري الخبر، وأن تحرصي على مساعدتها، وتشجيعها على العلاج، وزيارة الطبيبات حتى تبلغ العافية، أو تخرج من دائرة الإضرار بنفسها أو بالآخرين.

وحسن التصرف مطلوب في مثل هذه الأحوال، وكان يمكن أن تقولي قد لا تكون مستعدة ولذلك، الأفضل أن نجتمع ونشتري هدية ونرسلها لها كتعبير عن حبنا لها وتذكرنا له كزميلة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يقف بك مع الموقف ليدخل عليك الأحزان، فلا تقولي لو كان كذا كان كذا، ولكن رددي بلسان المؤمنات قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولن يصيبك شر بحول الله وقوته، لأن الخطر والخطورة على من يفعل ذلك على سبيل الشماتة والسخرية، فعند ذلك قد يبتلى الله المعافي ويعافي المريض المبتلى، وأنت لست شامتة بل أنت مشفقة عليها وعلى الزميلات، وننصحك بمضاعفة الاهتمام بها، وأكرر عليك بمحاصرة الخبر بمطالبة الأخوات بكتمان ما سمعن، وبتخويف الجميع بأن من تفعل تعرض نفسها للشر.

نسأل الله أن يحفظ الجميع، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات