أريد حلولاً فعالة للقضاء على العادة السرية غير الحلول الموجودة في النت!

0 305

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب ابتليت بالعادة السرية منذ فترة طويلة، قرأت كتبا وسمعت كثيرا من المحاضرات والعديد من المشايخ، ولكن للأسف أتأثر وأمتنع لمدة وإن طالت ثم أعود، أقصى مدة امتنعت عن العادة تقريبا شهرين ثم عدت إليها، أريد حلولا فعالة غير الحلول الموجودة على الإنترنت، والتي هي نفسها متكررة على ألسنة كثير من الشيوخ.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به؛ فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: ليس هناك حلول سرية أخي الحبيب، وموضعك ليس استثناء مهما حاول الشيطان إيهامك بغير ذلك، فما من شاب إلا وهو يتحدث عن أن شهوته غير، وأن الوسائل الموجودة لا تكفي، كل هذه يا أخي من خطوات الشيطان حتى يصرفك عن الحل، ولذلك اعلم بارك الله فيك أن أحدا لن يستطيع مساعدتك مهما كان إذا لم تكن الرغبة والإرادة قائمة فيك، فاعزم الأمر وتوكل على الله، واجتهد في الدعاء وأكمل القراءة على أنها وسيلة للعلاج لا على أنه كلام مكرر.

ثانيا: اعلم أخي أن الشهوة لا تموت بالعادة، بل يتوقد سعارها بذلك، وتزداد اشتعالا وولعا، وتسبب لك من الأمراض ما لا يخفي على مثلك.

ثالثا: ليس هناك داء إلا وله دواء، والنفوس أخي متغيرة، وتستطيع أن تتغير، وأن تنتقل من الاستمتاع بالحرام إلى التلذذ بالحلال، ولكن ذلك لا يتم إلا بأمرين:

1- التوكل على الله مع الإقبال عليه.
2- الثقة في نفسك، وفي قدرتك على تغيير عاداتك.

رابعا: قبل الشروع في طرق التغيير لابد أولا أن تعلم حكم الاستمناء باليد، لأن معرفة الحكم فيها رادع قوي، قال الله تعالى:(والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).

قال ابن جرير: وقوله: (فمن ابتغى وراء ذلك) يقول: فمن التمس لفرجه مـنـكـحـا سوى زوجته وملك يمينه (فأولئك هم العادون) يقول: فهم العادون حدود الله، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم.

وقال ابن القيم في الآية: وهذا يتضمن ثلاثة أمور: من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين، وأنه من الملومين، ومن العادين، ففاته الفلاح، واستحق اسم العدوان، ووقع في اللوم؛ فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتـها أيسر من بعض ذلك. اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد، وكذلك يعزر من فعله.

خامسا: حتى تستطيع التغلب على ما أنت فيه؛ ننصحك بما يلي:

1- الإقناع الذاتي بأنك تقدر، فما لم يتم الاقتناع الداخلي فإن العلاج سيكون ناقصا غير كامل.

2- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل، واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات)، فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأداها كما أمره الله أعانه الله على شهوته.

3-اجتهد في البحث عن زوجة، وإن لم يتيسر لك الآن فعليك بالإكثار من الصيام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

4- ابتعد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم أن لا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

5-ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أيا من تلك الوسائل لا تطفئ الشهوة بل تزيدها سعارا.

6- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة، فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

7- تجنب أخي الحبيب أن تجلس وحدك مطلقا، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تماما، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماما.

8- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، فالدعاء سهم صائب متى ما وافق القلب الصادق.

وأخيرا: إذا فعلت ذلك والتزمت طاعة الله عز وجل ورأيت الخير في نفسك ثم تعثرت خطاك فلا تقل تعثرت بعد أشهر قليلة، ولكن قل: نجحت أشهرا في التوقف، ومن نجح شهرا ينجح عاما، وابدأ من جديد وثق أن الله سيعينك، ولا تتوهم وجود بدائل أخرى تنتظر قدومها من السماء وأنت غارق في المعصية، فتلك وساوس الشيطان لك، فانهض أخي واستعن بالله ولا تعجز.

وإنا ننتظر رسالة منك تفيدنا فيها بأخبارك، وتبشرنا بما آلت إليه أمورك، نسأل الله أن يقوي إيمانك، وأن يحفظك من كل مكروه.

والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات